الكنيسة في الهند تأسف لحكم المحكمة العليا في قضية مجازر أوريسا
أوردت وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية أن القضاء الهندي برّأ ساحة أكثر من ثلاثة آلاف وسبعمائة شخص وُجهت إليهم تهمة ممارسة العنف المذهبي خلال المجازر التي ذهب ضحيتها المسيحيون في محلة كانداماهال الواقعة في ولاية أوريسا عام 2008. للمناسبة أجرت الوكالة الكاثوليكية مقابلة مع رئيس أساقفة Cuttack-Bhubaneswar المطران جون بروا الذي عبّر عن حزنه الشديد إزاء قرار القضاء الهندي، وقال إن العدالة لم تُطبق وأضاف: لقد صلينا كثيراً على نية إحلال العدالة وعلقنا آمالا على هذا الأمر، متمنين أن يُعاقب المجرمون، وأن تُدفع التعويضات للضحايا.
وأوضح سيادته أنه حصل من سلفه، أسقف الأبرشية السابق المطران Raphael Cheenath على شهادات الكثير من المسيحيين الذين تعرضوا لأعمال العنف هذه التي تفجرت من أجل معاقبة المسيحيين بعد اتهامهم بقتل أحد القادة الدينيين الهندوس مع أن الماويين تحملوا مسؤولية اغتياله. وأضاف أن الكنيسة المحلية طلبت من القضاء أن يدرس الملف جيداً قبل إصدار الأحكام، وذلك أيضا من أجل الحيلولة دون إفلات المذنبين من العقاب، وهذا ما حصل فعلا. ولفت إلى أن الكنيسة سترفع عريضة إلى السلطات القضائية كي تعيد النظر في الأحكام وتطبق العدالة.
وذكرت وكالة آسيا نيوز أن المحكمة العليا الهندية أعلنت عن قرارها في الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير الجاري، بالتزامن مع نشر تقارير الحكومة المحلية بشأن عمليات التحقيق، ووصفت الوكالة ما جرى بالصفحة المظلمة في تاريخ الهند. وأضافت آسيا نيوز أن حوالي ستة آلاف وستمائة شخص أوقفوا أو سلموا أنفسهم إلى السلطات في أعقاب المجازر، في وقت سجلت فيه السلطات المحلية ثمانمائة وسبعاً وعشرين حادثة عنف ديني في منطقة كانداماهال. وبعد سنوات طويلة من التحقيقات والمحاكمات صدرت أحكام بحق تسعة وسبعين متهماً فقط.
من جانبها تشير مصادر الكنيسة المحلية إلى أن مائة وعشرين مسيحياً قُتلوا في المجازر، فيما أرغم حوالي ستة وخمسين ألفا آخرين على النزوح، وتم إحراق أو نهب ثمانية آلاف منزل في أربعمائة وخمس عشرة قرية، ودُمرت ثلاثمائة كنيسة، واغتُصبت أربعون امرأة، هذا ناهيك عن تهجير اثني عشر طفلاً اضطروا إلى تعليق تحصيلهم العلمي. هذا وأكد سيادته في حديثه لوكالة آسيا نيوز أنه لن يتخلّى عن النضال من أجل شعبه، إلى أن ينال آخر مواطن مسيحي العدالة وتوجه بالشكر إلى كل من ساعدوا الضحايا ومن يسعون إلى تسليط الضوء على قضيتهم. وعبر في الختام عن أمله بأن تشكل الجمعية المقبلة للسينودس اللاتيني في مجلس أساقفة الهند مناسبة ملائمة وزمن بركة للجماعة المسيحية في البلد الآسيوي.