الكاردينال ساكو يشكر البابا فرنسيس على زيارته التاريخية إلى العراق
صاحب القداسة
كم كان بودي أن آتي شخصياً الى روما وأشكركم وجهاً لوجه على زيارتكم التاريخية لبلدنا العزيز العراق، لكن جائحة كورونا، تحول دون ذلك بسبب تعقيدات السفر.
فمن دواعي الحمد للرب، أن أراني أكتب هذه الرسالة أصالةً عن نفسي ونيابةً عن إخوتي أعضاء مجلس الأساقفة الكاثوليك في العراق، لأتقدم من قداستكم بآيات الشكر والامتنان، على هذه الزيارة الاستثنائية الشجاعة وفي وقت غير عادي.
صاحب القداسة
أنكم بحضوركم المتميز، لمستم قلوب المواطنين العراقيين جميعاً، مسيحيين ومسلمين وآخرين في المركز، واقليم كوردستان وبلدان الشتات. فلقد زرعتم وعياً لتقبل الآخر واحترام التنوع، كوننا إخوة متنوعين، وأننا وُجِدنا لكي نحب بعضُنا البعض، ونتضامن في سبيل خلق ظروف أفضل ليعيش كلُّ انسان بكرامة وحرية ومساواة في الحقوق والواجبات. آملين أن يكون هذا النهج، كما تفضلتم، في كلمتكم بالعاصمة بغداد، هو الذي يُلهم نوايا القوى الكبرى في العالم.
صاحب القداسة
بالحقيقة، من خلال زيارتكم للاماكن الستة، ولقائكم بأشخاص مرموقين من قياديين سياسيين ودينيين ومدنيين بسطاء كان له الأثر البالغ.
صلاتكم معنا ومن أجلنا ومقولتكم المحبـّبة: “احمل العراق معي وفي قلبي” تركت صدىً خالداً طبع ذاكرتنا بنحو لا يُنسى.
أما توديعكم لنا بُـعيد القداس في أربيل بكلمات عربية: سلام سلام سلام، فهذا بحدّ ذاته كان رسالة ونداء لنا لنعدّ طريق السلام، ونكون صانعين له.
صاحب القداسة
وعندنا، نحن بناتكم وأبناءكم المسيحيين فإن زيارتكم – الحلم شكَّلت دعماً كبيراً لنا للبقاء والتواصل والأمل وبناء الثقة. فكم نحن ممتنون لعبارتكم “انتم كنيسة حيَّة وقويّة” لقد اعطتنا زخماً كبيراً للرجاء والمضي قُدُماً بحماسة.
أخيراً لا يسعني إلا أن أقول لقداستكم: شكراً لكم، شكراً لكم، شكراً لكم، مع امتنان خاص على هديتكم البالغة 350 ألف دولار أمريكي للفقراء. سيكون من دواعي سرورنا أن نساعد بها المعوزين نيابة عنكم، بغض النظر عن الانتماءات الدينية أو العرقية أو غيرها.
ليعينكم الرب ويسكب عليكم كل النِعم والبركات.
هذا وأُلحقت بالرسالة هذه الملاحظة:
من هذا المبلغ استلمت أبرشية الموصل الكلدانية خمسين ألف دولار وأبرشية الموصل للسريان الكاثوليك خمسين ألف دولار.