الأب جاحولا يقول إن مؤمني قره قوش يسعون إلى عيش الكلمات التي وجهها لهم البابا فرنسيس
ففي حديث مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قدّم الأب جاحولا صورة عن جماعة المؤمنين في المدينة التي زارها الحبر الأعظم في السابع من آذار مارس الماضي وأوضح أن الكنيسة المحلية وجدت في الإيمان القوة اللازمة للولادة من جديد، ولتحويل أماكن الألم والمعاناة والعنف إلى فسحات للسلام والصلاة. بعد شهرين على زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى بلاد الرافدين، صارت أوجه الفتيان والفتيات الصغار الذين تقدموا من المناولة الأولى صارت شهادة حية وقوية للدرب التي يسلكها المؤمنون اليوم في تلك البقاع. بدأت مدينة قره قوش، حيث أرغم تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من مائة وعشرين ألف شخص على النزوح في صيف العام 2014، بدأت تشهد حديثاً عن المصالحة والغفران والوحدة والأمل. وهي العبارات والمفاهيم التي توقف عندها البابا فرنسيس خلال تواجده في تلك المدينة، لاسيما داخل كنيسة الحبل بلا دنس، التي تعرضت للنهب والتخريب والتدنيس على يد الإرهابيين، وتحولت إلى حقل للرماية، وأكد البابا في تلك المناسبة أن الكلمة الأخيرة ليست للإرهاب والموت. تابع الأب جاحولا حديثه لموقعنا الإلكتروني قائلا إن ذكرى هذه الزيارة التاريخية ما تزال حية في أذهان المؤمنين، والذين يتذكرون جيداً الكلمة التي ألقاها الحبر الأعظم في قره قوش، وهم يسعون اليوم إلى عيش هذه الكلمات وترجمتها على أرض الواقع. وبهذه الطريقة – مضى يقول – يمكن أن نعتبر أن زيارة البابا ما تزال اليوم قائمة وحيّة. وأوضح الكاهن العراقي أن المؤمنين المحليين يسعون إلى عيش كلمات البابا في حياتهم اليومية من خلال اللقاءات والصلوات الجماعية. وهم يتذكرون جيداً ما قاله البابا ومقترحاته التي تتعلق بالعراق خصوصا وبالعالم كله عامة. وأكد أن جهوداً حثيثة تُبذل وبالتالي لا توجد صعوبات تُذكر. رداً على سؤال حول أهمية زيارة البابا لكنيسة الحبل بلا دنس في قره قوش والتي جعل منها داعش حقلا للرماية، قال خادم رعية القديسين بهنام وسارة إن زيارة الحبر الأعظم لهذا الصرح الرمزي بالنسبة للمؤمنين في قره قوش ولمسيحيي العراق عموماً، شكلت دفعاً لمتابعة الصلاة وأيضا لمواصلة العيش والشهادة للإيمان المسيحي في تلك المنطقة. وشدد الأب جاحولا على أهمية دعوة البابا المؤمنين لأن يكونوا جماعة تحتاج إلى التجدد، لاسيما بعد الدمار المادي الذي حصل، وأيضا الدمار المعنوي الذي أصاب الجماعة المحلية بعد أن فقدت نصف أعضائها بسبب هجوم تنظيم الدولة الإسلامية. في سياق حديثه عن المشاعر التي تركتها الزيارة في نفوس المسيحيين بعد شهرين على إتمامها، وعن نمط حياتهم اليوم، قال الأب جاحولا إن المسيحيين يعيشون مرحلة مميزة، خصوصا المؤمنين الذين غادروا البلاد واتضح لهم أن تلك الأرض يمكن أن تكون خصبة. ولفت إلى أن المغتربين استأنفوا اتصالاتهم مع الجماعة المحلية والكنيسة. من هذا المنطلق يمكن القول إن زيارة البابا شكلت مصدر تشجيع للمؤمنين الذين ظلوا في أرضهم ومن عادوا إلى ديارهم، وأيضا بالنسبة إلى العائلات التي تركت العراق وتقيم في الخارج. كما أن هذه الزيارة التاريخية – قال الكاهن العراقي – قدّمت إمكانية للعودة، إذ إن هناك عائلاتٍ كثيرة تطالب اليوم بإعادة إعمار بيوتها كي تعود إليها يوما ما، ما يعكس وجود بصيص أمل تركته زيارة البابا. |
في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قال خادم رعية القديسين بهنام وسارة في مدينة قره قوش إن زيارة البابا تركت أيضا أثراً هاما لديه من الناحية الشخصية، خصوصا وأن المؤمنين طالموا حلموا بها، كما أن الزيارة الرسولية قدمت دفعاً كبيراً بالنسبة لمستقبل هذه المدينة الصغيرة جداً على خارطة هذا العالم.