بيان لأساقفة نيوزيلاندا قبل أسبوع على دخول قانون الموت الرحيم حيز التنفيذ
جاء التعبير عن هذا الموقف في بيان نشره مجلس الأساقفة النيوزلانديين على موقعه الرسمي، مؤكدا أن الإجراءات القانونية الجديدة بشأن الموت الرحيم لا تغيّر بتاتاً القناعات الكاثوليكية. وكتبوا أن الحياة البشرية مقدسة، ولا يمكن أن يُحرم منها أي شخص. والقانون الجديد يلحظ أن ما يُسمى بـ"الموت المساعَد طبياً" يمكن أن يمارس على الأشخاص البالغين، الذين تخطوا الثمانية عشر عاما، والمصابين بأمرض لا شفاء منها، أو من لديهم ستة أشهر أو أقل ليعيشوا، وهم يعانون من آلام لا يمكن التخفيف من حدتها.
شدد الأساقفة في بيانهم على أن الموت الرحيم لن يُمارس في البنى والمؤسسات الصحية الكاثوليكية، معربين في الوقت نفسه عن قلقهم حيال مصير الأشخاص الضعفاء، شأن المسنين، الذين يعتقدون أنهم صاروا عبئا على عائلاتهم وعلى المجتمع، ويمكن أن يقرروا إنهاء حياتهم. وتساءلوا كيف يمكن للكنيسة الكاثوليكية أن تحمل العزاء والأمل وسط هذه الأوضاع؟ وحثّ الأساقفة النيوزيلانديون المؤمنين على النظر إلى مثالَين: الأول مثال أيوب الذي عانى كثيراً وقدّم شهادة رائعة، شهادة الحفاظ على إيمانه، فضلا عن مثال الوالدين عندما يتصرف أبناؤهم بشكل مخالف لتعاليم الإنجيل، يمكثون إلى جانبهم، ويصلون من أجلهم وهم مستعدون دوماً لمساعدتهم على السير في الطريق المستقيم.
ذكّر الأساقفة بعدها بأن الإيمان يدعونا للوقوف إلى جانب كل شخص متألم، وهذا هو معنى العزاء: ألا وهو تحمّل معاناة الآخر ومقاسمتُها، والولوج في وحدته ليشعر أنه محبوبٌ ومقبول ومرافَق ومساعَد. وهذه هي الشهادة للرجاء من خلال القرب من الآخرين. وبهذه الطريقة يمكن أن تتحول أماكن الموت الرحيم إلى مواقع متقدمة للروح القدس وإلى ينابيع للرجاء تفتح الطريق أمام اللقاء مع الله. في ختام بيانهم حول قانون الموت الرحيم شجع الأساقفة النيوزيلانديون المؤمنين على رفع الصلوات من أجل جميع المرضى والمتألمين، وعلى مساعدة من يفكرون في اتخاذ خيار الموت على التسلح بالرجاء حتى وسط أوضاع تبدو مستحيلة.