الكاردينال رانجيت يعرب عن امتنانه للبابا فرنسيس على المساعدة المادية التي قدمها لسريلانكا
جاءت هذه المقابلة مع نيافته في وقت تواجه فيه البلاد أزمة سياسية واقتصادية ومالية خانقة وبعد أن قرر الحبر الأعظم أن يقدم المساعدة المادية لأسر الضحايا والناجين من الهجمات الإرهابية، ولم تخل كلمات نيافته من الإشارة إلى المخاوف الأمنية التي ما تزال هاجسا بالنسبة للكنيسة في سريلانكا، وأراد أن يقدم نظرته بشأن كيفية الخروج من الأزمات الراهنة. قال الكاردينال رانجيت إنه زار روما في شباط فبراير من العام الجاري حيث التقى بالبابا فرنسيس موضحا أن هذا الأخير سأله عن أوضاع السكان في سريلانكا، وعبر عن قلقه حيال الاحتياجات الكبيرة. وسأله عن إمكانية أن يقدم مساعدة مادية للأشخاص المحتاجين، وبعد فترة وجيزة على اللقاء أُرسل مبلغ مائة ألف يورو إلى الحساب المصرفي الخاص برئاسة أبرشية كولومبو. وقال نيافته إن هذه المساعدة قيمة جداً بالنسبة للأسر المحتاجة، موجها كلمة شكر للبابا على الاهتمام الذي يخص به سريلانكا. مضى رئيس أساقفة كولومبو إلى القول إنه نظراً للأزمة الاقتصادية الراهنة باتت نسبة كبيرة من السكان تعاني من العوز الشديد، موضحا أن رئاسة الأبرشية قررت أن توزع المبلغ على المحتاجين، بشكل يتلاءم مع الاحتياجات والتحديات التي تواجهها كل أسرة. ولفت إلى أن المبلغ كان كفيلا بمساعدة أربعمائة عائلة. كما أن قسماً منه أُرسل إلى عائلات تابعة للكنيسة الإنجيلية في باتيكالوا وإلى مركز كاريتاس المحلي، ليوزع على الأشخاص المحتاجين إلى الرعاية الصحية. وتم تسليم هذا المبلغ خلال احتفال نُظم نهاية الأسبوع الفائت بحضور السفير البابوي في سريلانكا. ردا على سؤال حول الأثر الذي تركته الهجمات على الكنيسة المحلية، بعد أكثر من ثلاث سنوات على وقوعها قال الكاردينال رانجيت إن للمسألة شقّين: أولا هناك بالطبع احتياجات كثيرة: اقتصادية، مادية، طبية وسيكولوجية. ولفت إلى أن الكنيسة تسعى إلى تلبية كل تلك الاحتياجات قدر المستطاع موضحا أنه في أعقاب الاعتداءات انصبت المساعدات الإنسانية من مختلف أنحاء العالم فأقدمت الكنيسة على إنشاء صندوق خاص، وما يزال هناك جزء من هذه المبالغ متوفراً لغاية اليوم. أما الشق الثاني – مضى نيافته يقول – فيتعلق بمسألة العدالة، أي بالكشف عن حقيقة ما جرى وهذا ما تريده أسر الضحايا، إنها تطلب أجوبة على الكثير من التساؤلات. وقال إن مائة وتسعة وستين شخصاً قتلوا في التفجيرات، كما قُتل ثلاثة شرطيين في انفجار آخر، فيما كانوا يحاولون اعتقال بعض الأشخاص المورطين في العمليات. ما يعني أن حصيلة الضحايا وصلت إلى مائتين واثنين وسبعين قتيلا. وأضاف أن المواطنين يريدون أن يعرفوا من يقف وراء التفجيرات الانتحارية، ولماذا نُفذت، ولن يطمئن بالهم إن لم يجدوا أجوبة على كل تلك التساؤلات. في سياق حديثه عن الأوضاع الأمنية في سريلانكا والتي ما تزال تبعث على القلق قال رئيس أساقفة كولومبو إن البلاد تعاني من نتائج السياسات الخاطئة والإدارة الاقتصادية السيئة. ولفت إلى أن سريلانكا تواجه اليوم أزمة مالية حادة، خصوصا مع انتشار آفة البطالة، ما يعني أن العديد من العائلات فقدت مصدر رزقها، ما أثر على السكان بصورة عامة. وهناك أيضا مسائل أخرى ساهمت في تفاقم الوضع الاقتصادي، كانهيار القطاع الصناعي، وتراكم الدين الخارجي بسبب السياسات الفاشلة التي تبنتها الحكومات السابقة. في معرض رده على سؤال بشأن ما ينبغي فعله للخروج من الأزمة الراهنة، شاء رئيس أساقفة كولومبو أن يذكر بتآكل الديمقراطية وذلك بسبب عوامل ثلاثة: أولا التراجع التدريجي لحكم القانون وتدخل القوى السياسية في المجال القضائي، ثانياً انتشار الفساد داخل المنظومة السياسية ما سمح لعدد قليل من الأشخاص بجمع الثروات فيما يعاني السواد الأعظم من المواطنين من الفقر المدقع. ثالثاً، تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، موضحا أنه عندما يتظاهر المواطنون للمطالبة بحقوقهم تلجأ الأجهزة الأمنية إلى ممارسة القمع بحقهم. في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني قال الكاردينال مالكولم رانجيت إن المجتمع في سريلانكا يحتاج إلى التحوّل، مطالباً الجماعة الدولية بممارسة الضغوط على الحكومة كي تعمل على تصحيح الأخطاء وبأن تساعدها على مكافحة آفة الفساد. |