كازاخستان، رئيس الأساقفة بيتا: حضور البابا هنا سيكون بركة عظيمة
في جوابه على سؤال حول أهميّة الزيارة قال المطران بيتا إن زيارة البابا فرانسيس هي دائمًا حدث تاريخي، لا سيما في بلد يمثل فيه الكاثوليك قطيعًا صغيرًا. أنا مقتنع بأنها بركة عظيمة لنا ككاثوليك ولكازاخستان بأكملها. وبالنظر إلى الوضع الدولي المأساوي، فإن هذه الزيارة الحالية تحمل معها الرجاء في تحقيق السلام والمصالحة على نطاق عالمي. نحن ممتنون جدًّا لأن الأب الأقدس سيبارك الأيقونة الجديدة لمركز "أم السهوب الكبرى" في كاتدرائية نور سلطان. وهذه الأيقونة ستقدّم لمزارنا الوطني المكرس لملكة السلام في أوزورنوي. وسوف تذكرنا بهذه الزيارة البابوية.
تابع المطران بيتا مجيبًا على سؤال حول قيمة المؤتمر بين الأديان ومشاركة الحبر الأعظم وقال إنّ مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية ليس منبرًا للنقاش اللاهوتي. وإنما، يمكنه في رأيي أن يكون علامة تشير إلى الله كمصدر للسلام. إن جهود السياسيين، على الرغم من ضرورتها، تبقى غير كافية. هناك حاجة إلى صلاة قوية من المؤمنين من أجل السلام. أما مشاركة الأب الأقدس فرنسيس في هذا المؤتمر فهي ترفع مستوى هذا الحدث وتدل على اهتمام الكنيسة بسلام ورفاهية البشرية جمعاء.
أضاف المطران بيتا مجيبًا على سؤال حول كيف يُنظر للبابا فرنسيس في كازاخستان وقال بالنسبة لكاثوليك كازاخستان إنه رأس الكنيسة وخليفة بطرس. ونحن ننتظره بفرح ورجاء. وتجدر الإشارة إلى أن الأب الأقدس يمثل سلطة للسلطات الكازاخستانية. ويتجلى ذلك من خلال الاجتهاد الذي تستعد به الحكومة لهذه الزيارة.
تابع المطران بيتا مجيبًا على سؤال حول أكثر ما أثّر به في كازاخستان وقال وصلت إلى كازاخستان في عام ١٩٩٠، في أيام الاتحاد السوفيتي. في ذلك الوقت لم تكن هناك بنى كنسية. وكان هناك حوالي ١٥ كاهنًا محليًا، من مواطني الاتحاد السوفيتي، يعملون على أراضي خمس جمهوريات من الاتحاد السوفيتي. ولكن في العديد من البلدات والقرى كانت هناك جماعات من المؤمنين، التي كانت في زمن الشيوعيّة تصلي مسبحة الورديّة وهكذا تم الحفاظ على الإيمان والشعور بالانتماء إلى الكنيسة. من ثم حمل هذا الأمر ثماره في ظروف حرية الدين والضمير بعد حصول كازاخستان على الاستقلال في عام ١٩٩١. فتمّ إنشاء الرعايا بسرعة وبُنيت الكنائس والكابلات.
أضاف المطران بيتا مجيبًا على سؤال حول معنى أن بكون المرء كاثوليكيًا في كازاخستان وقال في كازاخستان نحن نتمتع بالحرية الدينية. ومع ذلك، ليس من السهل أن تكون كاثوليكيًا. لماذا؟ لأن الكاثوليك هم أقل من ١٪. سكان كازاخستان الذين يبلغ عددهم ١٩ مليون نسمة وهم عبارة عن فسيفساء من ١٣٠ جنسية - ٧٠٪ من الكازاخستانيين - وينتمون إلى ١٨ ديانة مسجلة رسميًا. وبالتالي أن تكون كاثوليكيًا يعني أن تقوم بخيار ناضج. خلال سنوات استقلال بلادنا، ذهب عدة ملايين من المواطنين إلى أوطانهم التاريخية. وكان من بينهم عدة آلاف من الكاثوليك. في هذه الفترة أصبحت الجماعة الكاثوليكي أكثر عالمية. إن الكاثوليك في كازاخستان ينتمون إلى عشر جنسيات مختلفة، بما في ذلك ممثلو الأمة الكازاخستانية. وبالتالي لم يعد بإمكاننا أن نطلق على أنفسنا، كما كان من قبل، اسم الكنيسة "الألمانية" أو "البولندية".
وختم المطران بيتا حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول كيف تلقوا نداءات البابا من أجل السلام فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وقال إن الحرب في أوكرانيا هي مأساة كبيرة. ويمكننا أن نقول إنها جرح في جسد البشرية جمعاء. وبالتالي نعتقد أن زيارة الأب الأقدس فرنسيس ستسهم بشكل كبير في إنهاء الحرب في أوكرانيا والحصول على السلام الذي طال انتظاره.