بحث

القديس أغسطينوس يرافق الكنيسة إذ تستعد للاحتفال بيوبيل العام ٢٠٢٥ القديس أغسطينوس يرافق الكنيسة إذ تستعد للاحتفال بيوبيل العام ٢٠٢٥ 

القديس أغسطينوس يرافق الكنيسة إذ تستعد للاحتفال بيوبيل العام ٢٠٢٥

تحتفل الكنيسة في بافيا بإيطاليا بذكرى انتقال جثمان القديس أغسطينوس، الذي يُعتبر من أهم آباء الكنيسة، وللمناسبة شجع أسقف الأبرشية المطران كورادو سانغوينيتي المؤمنين على اكتناز تعاليم هذا القديس، في وقت أكد فيه المطران سكانافينو أن تعاليم أغسطينوس آنية لأنها تنقل نور وجمال وعظمة عطايا الله إلى حياة كل واحد منا.

المطران سانغيونيتي حثّ أبناء الكنيسة – في رسالة رعوية – على إعادة اكتشاف الحضور الحي لهذا القديس في شهادته وكتاباته، مع العلم أن بازيليك القديس بطرس في بافيا تحتفظ منذ القرن السابع بذخائر أغسطينوس، أسقف هيبونا، والذي تحتفل الكنيسة هذا العام بالذكرى المئوية الثالثة عشرة على انتقال جثمانه من سردينيا. ولفت سيادته إلى أن السنتين المقبلتين ستشهدان مرافقة هذا القديس للكنيسة فيما تستعد للاحتفال بيوبيل العام ٢٠٢٥، وذلك من خلال الصلاة والرجاء، وهذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة.

كتب سيادته أنه في هذا الزمن المطبوع بظروف صعبة، شأن الجائحة التي لم يتم تخطيها بالكامل، بالإضافة إلى الحروب الدائرة في أوروبا وبلدان عدة، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يمكن أن يطغى على قلوب الناس اليأس والاستسلام، لكن تبقى الرغبة في صنع الخير موجودة في القلب البشري. من هذا المنطلق شدد أسقف بافيا على ضرورة قراءة كتابات القديس أغسطينوس التي تقدم نظرة غنية للكنيسة السائرة في دروب التاريخ والملتزمة في رسالتها والمتجهة نحو ملكوت الله. ولفت سيادته إلى أن أسقف هيبونا كان شاهداً للرجاء في أزمنة المحن، على الصعيدين الكنسي والتاريخي، واعتبر أن هذا القديس يشكل عاموداً من أعمدة الثقافة الأوروبية، وهو يعبر عن فكر فلسفي ولاهوتي واسع جدا.

لمناسبة هذا الاحتفال أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أسقف أورفييتو تودي الفخري المطران جوفاني سكانافينو الذي سلط الضوء على أهم الصفات التي طبعت حياة القديس أغسطينوس. لفت سيادته إلى أن المطران سانغوينيتي قدم للكنيسة بعض التوجيهات من خلال رسالته الرعوية حاثا الجميع على الإفادة من جمال وعظمة هذا القديس إذا ما تمكنوا من إدراك نظرته للكنيسة. وقال إن أبرشية بافيا أطلقت سلسلة من المبادرات لهذه المناسبة من بينها لقاءات ونقاشات تسلط الضوء على مفهوم الكنيسة بالنسبة لأغسطينوس، ونظرته لحضور المسيح والروح القدس فيها.

بعدها أكد سيادته أن أسقف هيبونا شدد في كتاباته على أن الله هو للإنسان، ولم يشأ أن يُلغي الإنسان وهويته، بل يريد أن يعطيه الطاقة والقوة والنور كي ينمي علاقته مع الله. وهذه النظرة وُلدت من رغبة هذا القديس في عقد حوار مع الله، بعد أن أدرك أن الله هو لنا وفينا. وأشار المطران سكانافينو إلى أن القديس أغسطينوس يساعدنا على أن نؤمن بحرية الإنسان الحقيقية، ويشدد على ضرورة أن يضع الإنسان إيمانه بمحبة الله الذي هو حريتنا، ويساعدنا على أن نرى حياتنا المسيحية كنمو متواصل للخير. وختم سيادته مؤكدا أن أسقف هيبونا يريد أن يساعدنا على أن ندرك أننا قادرون على أن نصير خليقة جديدة، خليقة حرة، قادرة على صنع الخير وعلى المحبة.

01 مارس 2023, 11:32