رئيس الأساقفة شيفشوك يدعو إلى إدانة جرائم الحرب في أوكرانيا
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، على نطاق واسع، في الرابع والعشرين من شباط فبراير ٢٠٢٢، يواصل عدد الضحايا ارتفاعه، ناهيك عن حجم الدمار الهائل، مع العلم أن هذا الصراع يعود إلى عشر سنوات خلت، عندما قررت روسيا أن تضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في العام ٢٠١٤. نداءات البابا فرنسيس ودعواته المتكررة إلى وضع حد للقتال وإيجاد مخرج سلمي للأزمة لا تُحصى ولا تُعد، وكان آخرها النداء الذي أطلقه يوم أمس الأربعاء في أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين في الفاتيكان مطالباً بإنهاء آلام ومعاناة الشعب الأوكراني. خلال مؤتمره الصحفي توقف رئيس الأساقفة شيفشوك عند الأوضاع الراهنة في بلاده، وحاول أن يقدم صورة عما سماها بالمأساة التي يرزح تحت وطأتها المواطنون الأوكرانيون. نُظم اللقاء لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لبداية الصراع المسلح في أوكرانيا، والذي اندلع مع الاجتياح الروسي لشبه جزيرة القرم وأجزاء من الشرق الأوكراني، وبالتحديد في العشرين من شباط فبراير ٢٠١٤، وتزامن المؤتمر الصحفي أيضا مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي الواسع النطاق لأوكرانيا. وقد شاءت المؤسسة البابوية "مساعدة الكنيسة المتألمة" أن تُخصص حملة جمع التبرعات لمناسبة زمن الصوم ٢٠٢٤ لمساعدة أوكرانيا، وقد استضافت في مقرها المؤتمر الصحفي لتسليط الضوء على الأوضاع التي يواجهها المسيحيون في البلاد. بعض المصادر المطلعة قدرت عدد ضحايا الصراع منذ الرابع والعشرين من شباط فبراير ٢٠٢٢ بحوالي نصف مليون قتيل من صفوف العسكريين، فيما وصل عدد الضحايا المدنيين إلى اثنين وعشرين ألفا تقريبا نتيجة القصف والغارات الجوية، هذا بالإضافة إلى وجود سبعة عشر مليون وستمائة ألف مواطن أوكراني هم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية. ستة ملايين ومائتا ألف مواطن لجأووا إلى بلدن أخرى، فيما وصل عدد المهجرين داخلياً إلى خمسة ملايين شخص وأعمال القتال لا تعرف وقفة. في حديثه للصحفيين شدد رئيس الأساقفة شيفشوك على ضرورة أن تُدان جرائم الحرب المرتكبة في بلاده، مذكرا – على سبيل المثال – بالمذبحة التي وقعت في منطقة بوتشا، ومعتبرا أنه إذا مرت تلك الجرائم مرور الكرام ستتكرر لا محالة في مناطق أخرى حول العالم. ورأى أن إدانة تلك الفظائع تشكل بحد ذاتها رفضاً للحرب. وأضاف أن الناس في أوكرانيا يُقتلون لمجرد كونهم أوكرانيين، لافتا إلى أن الصراع لا يوفر العائلات والأطفال وذكّر بأن أكثر من خمسمائة طفل قُتلوا وأكثر من ألف ومائتين أصيبوا بجراح منذ بداية الحرب. هذا بالإضافة إلى ترحيل العديد من الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا ما أدى إلى انفصال عائلات كثيرة. تابع رأس كنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية حديثه إلى الصحفيين مشيرا إلى أن كنيسته مُنعت من التواجد في أكثر المناطق تضرراً، ولفت إلى أنه لا يوجد أي كهنة في شرق البلاد، ولا يتمكن المؤمنون من التوجه إلى الكنائس التي أوصدت أبوابها. وأضاف سيادته أنه على الرغم من حجم المعاناة ما تزال الكنيسة تسعى إلى حمل الأمل والرجاء إلى شعبها، وشاء في هذا السياق أن يعبر عن امتنانه للعديد من الكنائس والجمعيات حول العالم التي أبدت تضامناً مع الأوكرانيين، لافتا إلى أن أحداً لم يمت في أوكرانيا لأسباب مرتبطة بعدم توفر المساعدات الإنسانية، أي من الجوع والعطش على سبيل المثال. من جانبه ذكر السفير البابوي في كييف أن الأشخاص الأجانب الذين يزورون أوكرانيا يصابون بصدمة بسبب ما يشاهدون. وتوقف عند الأزمة التربوية التي تعاني منها البلاد بعد سنتين من الجائحة وسنتين من الحرب، لافتا إلى أن العديد من المدارس أقفلت أبوابها ولا تُقدم الدروس حضورياً. وأشاد المطران كولبوكاس بالجهود التي تبذلها منظمات عدة في مجال العمل الإنساني، مع أن عدم توفر الدعم المالي أدى إلى توقف نشاطات العديد من الجمعيات الخيرية الصغيرة. |