وفاة المطران جورجيو بيغوتسي. مقابلة مع الأب جوليو ألبانيزي
للمناسبة أجرى موقعنا الإلكتروني مقابلة مع الأب جوليو ألبانيزي، المرسل الكومبونياني والصحفي ومؤسس وكالة "ميسنا" للأنباء، الذي أكد أن الأسقف الراحل آمن بالحوار والمصالحة متذكراً لقاء عقده المطران بيغوتسي، وشارك فيه هو أيضا، مع المتمردين بحثاً عن إمكانية عقد مفاوضات سلام مع حكومة سيراليون. شاء الأب ألبانيزي أن يسلط الضوء على علاقة الصداقة التي كانت تربطه بالأسقف الراحل، والذي توفاه الله عن عمر ثمانية وثمانين عاما، وحاول أن يسلط الضوء على التزامه الدؤوب لصالح العدالة الاجتماعية في سيراليون، لاسيما خلال حقبة ما عُرف بحرب الألماس، مشيرا إلى أنه كان راعياً استثنائياً، يحركه اهتمام كبير بالأشخاص الفقراء والمهمشين، كما كان شاهداً حقيقياً للإنجيل، عرف كيف يطبق في حياته تعاليم الإنجيل التي يتحدث عنها البابا فرنسيس ويوصي بها، إذ بقي على الدوام إلى جانب المحتاجين. الأسقف الراحل أبصر النور في بلدة كاليسيزي الإيطالية في العام ١٩٣٦، والتحق بالمعهد الإكليريكي الابتدائي عام ١٩٤٧، قبل أن ينضم بعد عشر سنوات إلى المرسلين السافيريان. سيم كاهناً عام ١٩٦٠ وأُسندت إليه مهام عدة في الولايات المتحدة. في العام ١٩٨٧ عُين أسقفا على أبرشية ماكيني بسيراليون، ونال السيامة الأسقفية في ذلك العام من يد البابا يوحنا بولس الثاني في البازيليك الفاتيكانية. وظل أسقفاً على تلك الأبرشية لغاية العام ٢٠١٢. في أعقاب تعيينه أسقفاً كتب رسالة إلى الرئيس العام للمرسلين السافيريان أكد فيها أن الرب الذي يختار الأمور الصغيرة وعديمة الفائدة ليفذ مخططاته دعاه ليكون شاهداً للمسيح القائم من الموت وسط الكنيسة في ماكيني، لافتا إلى أنه رأى أن هذه الدعوة تعكس الخدمة والمحبة الكبيرة تجاه المسيح والأخوة. وقد ساهم سيادته خلال خدمته الأسقفية في عملية إنشاء الجامعة الكاثوليكية في ماكيني، ولعب دوراً هاماً في الوساطة بين المتمردين والحكومة خلال الحرب الأهلية، وعُرف أيضا بالتزامه في مجال إعادة تأهيل الأطفال الذين تم تجنيدهم وقد تمكن من إحضار عدد من هؤلاء إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان في العام ٢٠٠٠. وقد تحدث وكتب عن أهوال "حرب الألماس" وعن الفساد في المجتمع، كما تمكن من نسج علاقات الصداقة مع أتباع باقي الكنائس المسيحية والديانات الأخرى. وكعضو في مجلس الأديان في سيراليون شارك في مفاوضات السلام التي جرت بين الرئيس أحمد تيجان كباح، وزعيم الجبهة الثورية الموحدة فوداي سانكو. وقد لعب دوراً هاما أيضا من أجل الإفراج عن مرسلات مريم اللواتي اختطفهن المتمردون في العام ١٩٩٥، ولم يسلم هو أيضا من الأذى واعتُقل لبضعة أيام. في معرض حديثه عن الأسقف الراحل ذكّر الأب ألبانيزي بأن المطران بيغوتسي قرر في آذار مارس ١٩٩٩ أن يذهب للقاء المتمردين، وقد عُقد اللقاء بحضور قائد بعثة الأمم المتحدة آنذاك في سيراليون، البلد الذي دمرته الحرب الأهلية. وتم التوصل إلى اتفاق وافق المتمردون بموجبه أن يفرجوا عن عدد من الأطفال المجندين، وقال إنه يتذكر واحدا من هؤلاء الصغار الذي تمكن من بناء مستقبل لامع، أيضا بفضل المرسلين السافيريان فأصبح مهندساً ناجحا. ولفت الأب جوليو ألبانيزي في الختام إلى أن لقاء المطران بيغوتسي مع الثوار كان في غاية من الأهمية لأنه تمكن من كسر الجليد خلال مرحلة مقررة من تاريخ البلاد، وفي وقت كانت تبدو فيه العلاقات بين الحكومة والمتمردين أمراً مستحيلا. وجاء اللقاء ليُظهر للجميع أن ثمة هامشاً لعقد محادثات سلمية بين الجانبين. |