مقابلة مع المرسل الإيطالي الأب كاتسولاتو في الذكرى السنوية العاشرة لزيارة البابا الرسولية إلى كوريا
شدد الكاهن الإيطالي، المقيم في البلد الآسيوي منذ أكثر من ثلاثين عاما، على ضرورة أن تستعيد الكنيسة الكاثوليكية في كوريا الاندفاع الذي اختبرته خلال الزيارة الرسولية للبابا فرنسيس، والتي تركت أثراً هاماً لدى الشعب الكوري برمته. وسلط الضوء على أبرز التحديات التي تواجهها الكنيسة المحلية في طليعتها الحوار بين الأديان، ناهيك عن المشاكل التي يعاني منها الفقراء الجدد، والمهاجرون، قائلا إن النشاطات التي يقوم بها الكهنة والمرسلون تبقي شعلة الرجاء حية في النفوس، وتشجع على تحقيق المصالحة الوطنية وإرساء أسس الأخوة الكونية. بعدها لفت الكاهن الإيطالي إلى أنه يتذكر جيداً الزيارة الرسولية للبابا فرنسيس، لاسيما القداس الإلهي الذي احتفل به في الملعب الرياضي في دايجون، وزيارته لمركز المعوقين والاحتفال الختامي. وأضاف أن اللقاءات اكتسبت أهمية كبرى خصوصا وأن البلاد عاشت قبل بضعة أشهر على زيارة البابا مأساة كبيرة تركت أثرها في القلوب، عندما انقلبت عبّارة كانت تُقل طلاب المدارس الثانوية، وتوفي في الحادثة ثلاثمائة وستون فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين سبع عشرة وثماني عشرة سنة. وقال الأب كاتسولاتو إن البابا، ولدى وصوله إلى كوريا، تمكن من إعادة السلام والأمل إلى الشعب كله، مذكرا بأن محطات التلفزة الرسمية سلطت الضوء على الزيارة البابوية بكامل مراحلها ومحطاتها، خصوصا عندما التقى الحبر الأعظم والدي عدد من الفتيان الذين قضوا في الحادث الأليم. وقد حظي بامتنان وتقدير جميع الكوريين. وأشار إلى أنه في أعقاب زيارة البابا ارتفع عدد الأشخاص الذين اقتربوا من الإيمان، وزادت أعداد المرتدين إلى الكثلكة. لم يخف الكاهن الإيطالي أسفه على عدم تحقق المصالحة المنشودة بين الكوريتين، لاسيما وأن الكثير من الآمال عُلقت على هذا الأمر قبل زيارة البابا وخلالها، ولفت إلى أن الرئيس الكاثوليكي لكوريا الجنوبية بذل كل جهد ممكن لفتح إمكانات للحوار مع بيونغ يانغ، وتمهيد الطريق أمام إعادة توحيد شطري شبه الجزيرة الكورية. وقال كاتسولاتو إنه خلال السنوات الماضية أُحبطت كل تلك المساعي وذلك بسبب مواقف النظام الحاكم في كوريا الشمالية، وأيضا نتيجة سياسة حكومة سيول التي تصب الاهتمام على كيفية مواجهة بيونغ يانغ عوضا عن البحث عن السلام. واعتبر أن العلاقات بين الجارين بلغت اليوم أدنى مستوياتها منذ خمسين سنة. في سياق حديثه عن النشاطات التي يقوم بها رعاة الكنيسة، لاسيما المرسلين، قال الكاهن الإيطالي إن الهدف الأول يتمثل في المكوث إلى جانب الفقراء والمحتاجين، والكرازة بالإنجيل. هذا فضلا عن الخدمات المقدمة للعديد من المهاجرين القادمين من مختلف أنحاء العالم بحثاً عن الاستقرار الاقتصادي، وهم مواطنون من الفيليبين ونيجيريا، وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى فيتنام، تيمور الشرقية، كامبوديا، تايلاند ومونغوليا. في الختام قال كاتسولاتو إن الكنيسة تعول كثيراً على الأيام العالمية للشبيبة المزمع عقدها في سيول عام ٢٠٢٧، وهي تدرس إمكانية إطلاق الكثير من المبادرات، معربا عن أمله بأن يساهم هذا الحدث في توطيد العلاقات مع الشبيبة بنوع خاص. |