المسيحيون يحتفلون بعيد الميلاد في باكستان. مقابلة مع الأب لازار
مما لا شك فيه أن زمن الميلاد في باكستان يشكل بالنسبة للمؤمنين المحليين مناسبة ملائمة من أجل تعزيز الحوار بين الأديان، لاسيما مع المسلمين، ومن أجل ممارسة أعمال المحبة مع الأشخاص الفقراء والمهمشين. وبما أن عيد الميلاد هذا العام يتزامن مع بداية السنة اليوبيلية المكرسة للرجاء، فقد طبعته مبادرات عدة تهدف إلى مد المؤمنين المسيحيين بالشجاعة والأمل والمساعدة الملموسة، خصوصا للأشخاص الذين يواجهون صعوبات، والمتألمين بالنفس والجسد. على هامش إحياء الاحتفالات الميلادية في باكستان أجرى موقعنا الإلكتروني مقابلة مع الأب أسلام، الملتزم في الرعاية الرعوية وفي تعزيز التلاقي والحوار بين الأديان، الذي أكد أن عيد الميلاد يكتسب أهمية مميزة بالنسبة للأقلية المسيحية في باكستان التي تستمر في إحياء ذكرى ميلاد المخلص بإيمان عميق، وفي عيش الرحمة والمحبة والحوار الأخوي مع القريب. ولمناسبة بداية السنة اليوبيلية، تابع يقول، شاءت الجماعة المسيحية في باكستان أيضا أن تُحيي ذكرى شهدائها المسيحيين الذين سقطوا بسبب إيمانهم، شأن الشاب أكاش بشير، الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ أرواح المؤمنين لدى وقوع هجوم إرهابي استهدف إحدى الكنائس في لاهور عام ٢٠١٥، والذي انطلقت دعوى تطويبه. هذا بالإضافة إلى شهباز بهاتي، المسيحي الملتزم في المجال السياسي والذي دافع بشجاعة عن الحوار ما بين الأديان وعن الحريات الدينية، واغتيل في العام ٢٠١١، بسبب جهوده الهادفة إلى حماية الأقليات الدينية في البلد الآسيوي. ولفت الكاهن الكبوشي إلى أن هذه الشخصيات تذكرنا بأن الدفاع عن الحقيقة والمحبة يمكن أن يؤدي إلى التضحية بالذات، لكن بهذه الطريقة نستطيع أن نجسد روح المسيح، الذي شاء أن يأتي إلى هذا العالم وأن يكون العمانوئيل، الله معنا. تابع الأب أسلام حديثه لموقعنا الإلكتروني مشيرا إلى أن عيد الميلاد بالنسبة للمسيحيين في باكستان يعني أن نتذكر أن المسيح وُلد في بيت لحم في أوضاع من التواضع والفقر والصعوبات كي يحمل الخلاص للجميع، وهذه الأوضاع تشبه إلى حد بعيد تلك التي يعيشها المسيحيون في باكستان. وأكد أن هذا الواقع يمنحنا الثقة بأن نور الله يضيء وسط الصعوبات أيضا، موضحا في هذا السياق أن عيد الميلاد هو أيضا مناسبة لتعزيز الوحدة بين الجماعات المسيحية المحلية التي تلتقي للاحتفال بمحبة الله غير المشروطة. وأضاف أن ولادة المسيح تشجع المؤمنين أيضا على أن يبقوا راسخين في إيمانهم، مدركين أن أمير السلام يساعدنا على تخطي العراقيل ويدفعنا نحو لقاء الفقراء والمضطهدين. وختم الأب لازار أسلام حديثه لموقعنا بالقول إن المسيح اختار الفقر والإقصاء عندما جاء إلى هذا العالم، وبالتالي فإن الأشخاص الفقراء هم الأقرب من العمانوئيل، وهم من يكون الرب حاضرا بينهم. في سياق متصل، ولمناسبة الأعياد الميلادية نظمت جمعية المحامين المسيحيين في باكستان لقاءً حول أهمية عيد الميلاد، عُقد في مقر المحكمة العليا في لاهور. وتم التطرق خلاله إلى أهمية التزام المحامين والقضاة في تحقيق العدالة المجتمعية. وشهد اللقاء مشاركة محامين ينتمون إلى ديانات أخرى، اتفقوا جميعا على أن عيد ميلاد الرب يسوع يحمل للمجتمع بأسره رسالة محبة وسلام وتناغم. ولا بد أن تُلهم هذه الرسالةُ جميع المحامين في البلاد على العمل بشكل أفضل من أجل تعزيز التعايش السلمي بين مختلف المكونات، وضمان الحقوق الدستورية للمواطنين كافة، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية. كما أن رسالة عيد الميلاد تحفز المحامين على الالتزام في حل المشاكل التي يمكن أن تولد التنافر، وذلك بغية بناء مجتمع أكثر سلماً واشتمالا. من بين المشاركين في اللقاء الأب جايمس شانان، رئيس مركز السلام في لاهور، الذي أكد أن المحامين المسيحيين هم رجال ونساء وضعوا أنفسهم في خدمة الأشخاص الضعفاء ومن لا حول لهم ولا قوة، والذين غالباً لا يعرفون حقوقهم ويقعون ضحية التمييز والعنف. |