موكب أحد الشعانين المسكوني في عنكاوا: احتفال إيمان ووحدة
يوم السبت، الثاني عشر من نيسان أبريل ٢٠٢٥، شهدت بلدة عنكاوا حدثًا استثنائيًا، تمثّل في موكب أحد الشعانين المسكوني، الذي أُقيم تحت شعار: "هوشعنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب". هذا الحدث السنوي الذي طال انتظاره نظّمته لجنة التعليم المسيحي في أبرشية أربيل الكلدانية، وجمع المؤمنين في تعبير مهيب عن التقوى الروحية والتضامن المسيحي.
انطلق الموكب من الكاتدرائية البطريركية للقديس يوحنا المعمدان التابعة لكنيسة المشرق الآشورية، وسار باتجاه مزار مار إيليا التابع للكنيسة الكلدانية. وقد شرّف الحدث بحضوره عدد من كبار القادة الدينيين، منهم قداسة البطريرك مار آوا الثالث (بطريرك كنيسة المشرق الآشورية)، وسيادة المطران بشار وردة (رئيس أساقفة الكلدان في أربيل)، والمطران نيقوديموس داود شرف (السرياني الأرثوذكسي)، والمطران نثنائيل نزار أغم (السرياني الكاثوليكي). ورافقهم عدد كبير من الكهنة والشمامسة والمسؤولين المحليين، بالإضافة إلى جمهور غفير من المؤمنين، تقدّمهم أطفال التعليم المسيحي، يرتدون أزياء احتفالية، يشاركون بفرح وابتهاج في هذه المناسبة الروحية.
وقد رافق الموكب كشّافة السريان الأرثوذكس وطلاب التعليم المسيحي من الكنيسة السريانية الكاثوليكية، الذين أضفوا على الأجواء الروحية بعدًا خاصًا بأناشيدهم وصلواتهم التي عبّرت عن روح المحبة والوحدة التي يجسّدها هذا اليوم المبارك. وسار الجميع معًا بخشوع وسعادة نحو مزار مار إيليا، حيث اجتمعوا للصلاة والعبادة، رافعين أصواتهم بالشكر للرب على نعمة الاحتفال بهذا الحدث كجماعة واحدة.
ويمثّل هذا العام النسخة الرابعة عشرة على التوالي لموكب أحد الشعانين، الذي تنظّمه لجنة التعليم المسيحي في أبرشية أربيل الكلدانية، وقد بات هذا الحدث تقليدًا محببًا ومرموقًا في قلب الجماعة المسيحية المحلية. فهو أكثر من مجرّد طقس ديني؛ إنه شهادة حية على الهوية المشتركة والنسيج الاجتماعي المتين الذي يجمع بين كنائس أربيل المسيحية. ويترقّب أهالي عنكاوا هذا اليوم بشوق كبير كل عام، حيث تتّحد جميع الكنائس في تعبير حيّ عن قوّة الوحدة المسيحية. كما تلعب حكومة إقليم كوردستان دورًا فعّالًا في دعم هذه المناسبة، مما يسهم في نجاحها وتألقها عامًا بعد عام. وقد حمل الشباب أغصان النخيل، بينما رفع طلاب التعليم المسيحي أغصان الزيتون، في رمزية للسلام والفرح، إحياءً لذكرى دخول المسيح الملوكي إلى أورشليم. وكان الأطفال يرتدون ملابس زاهية وقبعات بألوان الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق، مما أضفى على الموكب بعدًا احتفاليًا مفعمًا بالحياة. كما تقيم كل رعية قداسها الخاص بهذه المناسبة، لتتوحّد الجماعة المسيحية كلّها في عبادة الإفخارستيا.
إنّ موكب هذا العام في عنكاوا يذكّرنا بقوة بأهمية وحدة المسيحيين، إذ يجدّد في النفوس روح الإيمان والفرح والمحبة المشتركة. عامًا بعد عام، يجدّد أبناء عنكاوا التزامهم بالسير معًا على درب الإيمان والرحمة. أحد شعانين مبارك لجميع المؤمنين! ولتبقى هذه اللحظات المقدّسة محفورة في القلوب، فيما يبقى هذا الموكب رمزًا عميقًا للحب والوحدة في قلب كل مسيحي.