المطران بابجاك: احتفال البابا بالقداس في بريسوف جاء بمثابة مكافأة إلهية للكنيسة المحلية بعد سنوات الاضطهاد الشيوعي
استهل سيادته حديثه لافتا إلى أن ثمار الزيارة البابوية ستظهر مع مرور الوقت، وقال إنه يأمل بأن يساهم هذا الحدث في تعزيز الاحترام حيال آراء الآخرين، وإرساء أسس المجتمع استنادا إلى تعاليم القديسين كيريلس وميتوديوس، فضلا عن نمو المحبة المتبادلة بين المؤمنين بنوع خاص. ومن هذا المنطق لا بد من الاطلاع على خطابات البابا والتأمل بها وفهمها والسعي إلى تطبيقها.
بعدها ذكّر المطران بابجاك بأن البابا فرنسيس ترأس القداس في بريسوف، يوم عيد ارتفاع الصليب، بحسب الطقس البيزنطي، وذلك للمرة الأولى في التاريخ. وقال إنه ثمّن كثيراً هذا الأمر وشعر بالتأثر الشديد، وقد تقاسم مشاعر التأثر نفسَها البابا والوفدُ المرافق، لافتا إلى أن أحدا لم يكن يتوقع هذا الاحتفال الذي جاء بمثابة مكافأة إلهية على سنوات الاضطهاد التي عاشتها كنيسة الروم الكاثوليك في سلوفاكيا، عندما حاول النظام الشيوعي أن يطمرها. وطيلة ثماني عشرة سنة اضطُرت هذه الكنيسة للعيش في الخفاء. واعتبر سيادته أن معاناة الأساقفة والكهنة والمؤمنين العلمانيين حملت ثماراً روحية هامة: مع وجود ثلاثة شهداء طوباويين والعديد من أبطال الإيمان.
تابع سيادته حديثه لموقعنا الإلكتروني قائلا إننا نحتاج جميعا إلى أنبياء الله، أنبياء الحقيقة والمحبة والسلام. وأضاف أن من واجب أنبياء الله أن يعلنوا الحقيقة الإلهية على الناس وأن يسلطوا الضوء على الأخطاء والخطايا ويحملوا الأشخاص على الارتداد والتوبة. وهؤلاء الأنبياء هم كهنة وأساقفة ومؤمنون لا يتأثرون بروح هذا العالم، بل بروح الإنجيل. وينبغي أن يطلب كل مؤمن من الروح القدس هبة التمييز ليعرف ما هي الأمور المتأتية من الله وتلك المتأتية من العدو.
لم تخلُ كلمة المطران بابجاك من الإشارة إلى اللقاء الذي عقده البابا فرنسيس مع الشبان، حين طلب منهم أن ينظروا إلى المصلوب، وألا يستسلموا للشر. وقال سيادته: ثمة العديد من الشبان في سلوفاكيا، الذين يكتشفون الإيمان ويسعون إلى عيشه بطريقة جذرية لا لبس فيها. لكن هناك أيضا العديد من الشبان عانقوا الإيمان التقليدي، لكنهم يتخلون عنه أو يخونونه عندما يجدون الصعوبات في دربهم. وهذا الأمر يعتمد على من يمنحونهم التنشئة وعلى الأصدقاء الذين يختارونهم. وأوضح أن كل أبرشية في سلوفاكيا قامت بإنشاء مركز لتنشئة الشبيبة، لافتا إلى أن هذه المراكز تساهم في تجذّر المسيحية وتشجع الشبان على وضع ذواتهم في خدمة الآخرين.
وختم رئيس أساقفة بريسوف للكاثوليك الذي يتبعون الطقس البيزنطي حديثه لموقعنا مذكرا بأن زهاء تسعمائة شاب وشابة من المتطوعين شاركوا في القداس الذي ترأسه البابا في بريسوف، ووجه سيادته كلمة شكر لهم جميعا على الخدمة السخية والهامة التي يقدمونها.