رسالة رجاء من البابا فرنسيس يحملها مايكل حداد إلى القطب الشمالي
مايكل حداد شاب لبناني مصاب بشلل في جزء كبير من جسمه بسبب حادث تعرض له في صباه، هو أيضا بطل رياضات التحمل وسفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة لقضايا البيئة. سبق له وأن التقى البابا فرنسيس في ٢ حزيران يونيو الماضي وذلك عقب المقابلة العامة للأب الأقدس مع المؤمنين، وقد طلب مايكل من البابا أن يصلي من أجله حين سيتوجه إلى القطب الشمالي. وها هو اليوم، وفي مبادرة للفت الأنظار إلى حالة الطوارئ المناخية، يستعد إلى التوجه إلى القطب الشمالي حاملا رسالة يتضمنها كتاب بحجم كف اليد أصدرته المكتبة ودار النشر الفاتيكانية بعنوان " ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أَإلى الآن لا إيمان لكم؟". ويحتوي هذا الإصدار أهم كلمات البابا لفرنسيس خلال حالة الطوارئ الصحية التي ضربت العالم بسبب الجائحة، وخاصة خلال عظات الأب الأقدس في كابلة بيت القديسة مرتا. يحتوي الكتاب أيضا مجموعة من صور مؤثرة لصلاة الأب الأقدس بمفرده في ساحة القديس بطرس الفارغة والتي تنهمر عليها الأمطار في ٢٧ آذار مارس ٢٠٢٠. وسيترك مايكل حداد في نهاية رحلته الشجاعة هذه إلى القطب الشمالي نسخة باركها البابا فرنسيس من هذا الكتاب صغير الحجم وكبير القيمة في قبو سفالبارد العالمي للبذور، رمز التنوع البيولوجي في كوكب الأرض. ويقع هذا القبو في النرويج ١٣٠٠ كيلومتر ما بعد الدائرة القطبية الشمالية.
يسعى هذا الفعل الرمزي إلى تسليط الضوء على الرجاء في إحدى أكثر مناطق العالم برودة. ومن الأهمية أن يقوم بهذا سفير للنوايا الحسنة للأمم المتحدة مثل مايكل حداد القادر منذ سنوات على تجاوز الحدود الجسدية، وذلك من أجل الحث على عمل سريع لمواجهة التغيرات المناخية وللعناية بالبيت المشترك وأيضا من أجل الدمج بدلا من اللامساواة. هذا وقد تلَقي مايكل هذا الكتاب صباح اليوم من المطران لوسيو رويس أمين الدائرة الفاتيكانية للاتصالات وذلك في مقر سفارة إيطاليا لدى الكرسي الرسولي في مبادرة نظمتها السفارة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومعهد الحوار العالمي وثقافة اللقاء بمشاركة الدائرة الفاتيكانية للاتصالات.
وعلى هامش هذا الحدث أشار مايكل حداد في تصريحات إلى وسائل الإعلام الفاتيكانية إلى أن رحلته هذه كان يُفترض أن يقوم بها سنة ٢٠٢٠ إلى أنها تأجلت بسبب الجائحة إلى شباط فبراير ٢٠٢٢. وتحدث عن كون هذا تحديا بدون شك، وأكد أن قطع مسافة ١٠٠ كيلومتر في القطب الشمالي ليس رسالة فقط بل هو أيضا إسهام في العلوم، مشيرا إلى أنه يعمل مع فريق علمي كبير وقد تم اعتباره أحد الأشخاص القليلين في العالم الذين بإمكانهم القيام بمثل هذا الفعل في وضعه الجسدي هذا. وختم مؤكدا أن كل ما يخطَّط له قبل وخلال وبعد هذه الرحلة سيساهم في البحث العلمي، وذلك من أجل مساعدة أشخاص آخرين على السير مجددا عبر نظم جديدة.