مقابلة مع الكاردينال غريش بشأن زيارة البابا فرنسيس إلى مالطا
قال نيافته إن هذه الزيارة السادسة والستين للبابا فرنسيس خارج الأراضي الإيطالية، ستشكل لحظة نعمة لأن حضور القديس بطرس على جزيرة بولس، كما قال، سيثبت المؤمنين في الإيمان، وأمل الكاردينال المالطي، أن يتمكن الحبر الأعظم من إيقاظ ضمائر الأشخاص، وأضاف أن الأمة المالطية هي كاثوليكية وتتمتع بتقاليد كاثوليكية عريقة، ومع ذلك تبقى جزءا من هذا العالم. كما أن مالطا بلد أوروبي، ما يعني أن كل ما يحصل في القارة تترتب عليه انعكاسات على السكان المحليين. ولفت إلى أنه يود أن يرفع الصلوات إلى الروح القدس كي يعضد البابا فرنسيس وكي تعطي زيارته الرسولية المرتقبة دفعاً للكرازة الجديدة بالإنجيل، خصوصا وأن الأساقفة المالطيين ملتزمون تماماً في إعلان البشارة. رداً على سؤال حول ما يريد سكان مالطا سماعه من البابا في هذه المرحلة التي نعيشها، قال أمين عام سينودس الأساقفة: أعتقد أننا نحتاج إلى شخص ما يعطينا الرجاء، لأن المؤمنين المالطيين هم جزء من هذا العالم، والعالم المعاصر يمر اليوم بمراحل صعبة، حيث يمكن للإنسان – وللأسف – أن يفقد الرجاء بسهولة. وأكد نيافته أن مواطنيه ينتظرون بفارغ الصبر قدوم البابا فرنسيس ليرحبوا به في أرضهم، خصوصا وأنهم يرون فيه القديس بطرس، فضلا عن كونه شخصية مرموقة. وهو يستطيع أن يعطيهم سببا لعدم فقدان الرجاء، وللنظر إلى المستقبل بحماسة وشجاعة. لم تخل المقابلة مع الكاردينال غريش من الحديث عن الأوضاع الصعبة التي يمر بها اليوم الأوكرانيون المرغمون على ترك أرضهم بسبب الحرب، شأن العديد من اللاجئين، وسُئل نيافته عما إذا كان البابا سيتطرق إلى مسألة اللجوء والهجرة خلال زيارته الرسولية إلى مالطا. وقال إنه لا يستبعد أن يتناول البابا هذا الموضوع، بغض النظر عن الحرب الأوكرانية، خصوصا وأن هناك مهاجرين ولاجئين كثر يحاولون بلوغ القارة الأوروبية ويصلون إلى السواحل المالطية. ولفت في هذا السياق إلى أن مسألة اللجوء تعني مالطا بشكل مباشر، لأن الجزيرة تشكل تقاطع طرق في البحر الأبيض المتوسط، وعبر عن سروره باللقاء الذي سيجمع البابا مع عدد من النازحين، على الرغم من الوقت القصير لتلك الزيارة. واعتبر نيافته أن هذا اللقاء مع اللاجئين سيشكل فرصة للحبر الأعظم ليعرب عن امتنانه لهذا البلد، الذي وعلى الرغم من كل الأوضاع الصعبة يقوم بواجباته حيال هؤلاء الأشخاص، ورأى أن البابا فرنسيس قد يُطلق من جزيرة مالطا رسالة إلى القارة الأوروبية المدعوة إلى عدم ترك هذا البلد الصغير لوحده في مواجهته لهذه المأساة الإنسانية الكبيرة. هذا ثم تحدث الكاردينال غريش عن أبرز التحديات والصعوبات التي تواجهها مالطا، والتي يمكن أن يتطرق إليها البابا، وشدد على أولوية السعي إلى الدفاع عن الكرامة البشرية، وهو موضوع تناوله فرنسيس في رسالة وجهها إلى القارة الأوروبية منذ بضعة أشهر، وتمنى في هذا السياق أن يشدد الحبر الأعظم على ضرورة الدفاع عن كرامة كل إنسان، ويحثّ الأشخاص على الانفتاح على المتسامي، أي على الله، واعتبر أن المالطيين سيكتنزون نصائح البابا. وسلط نيافته الضوء في الختام على أهمية الأسرة بالنسبة للمجتمع والكنيسة، معتبرا أنه لا بد من الدفاع عنها لأنه إذا فُقد معنى الأسرة ستكون النتائج وخيمة. |