فيل فوتين: إن ما فعله البابا في ماسكواسيس تطلب شجاعة وتواضعا كبيرين
لقاء البابا التاريخي مع السكان الأصليين الذي تم صباح الاثنين في منطقة ماسكواسيس، وبالتحديد على ما يُعرف بـ"تلة الدِّببة"، سيجعل منها أيضا "تلة المصالحة" خصوصا وأن فرنسيس طلب من الحاضرين المغفرة على الأخطاء التي ارتكبها بحقهم وبحق آبائهم بعض أبناء الكنيسة الكاثوليكية، خصوصا في الجمعيات الرهبانية التي كانت تشرف على المدارس الداخلية الإجبارية وساهمت في سياسات الاستيعاب الثقافي التي قامت بها السلطات الكندية آنذاك. تلك الأرض العريقة كانت يوم الاثنين شاهدة على كلمات رأس الكنيسة الكاثوليكية الذي أتى من مكان بعيد ليطلب الصفح والغفران على ممارسات قاسية يصعب تصورها أحياناً. تعليقاً على اللقاء التاريخي قال فونتين – الذي ترأس الجمعية المذكورة لسنوات طويلة – إنه مطلع تماماً على تلك المآسي التي عاشها السكان الأصليون في كندا، كما أنه يدرك أيضا الجهود المبذولة من أجل تحقيق الشفاء وتضميد جراح الماضي وطيّ صفحة الانتهاكات الجسدية واللفظية والسيكولوجية والروحية التي ارتكبتها الكنيسة الكاثوليكية بحق أبناء السكان الأصليين الذين كُتبت أسماؤهم في المدافن المحيطة بكنيسة "سيدة الآلام السبعة" في ماسكواسيس. ويرى فونتين أنه بالإضافة إلى ذكرى الضحايا الأليمة هناك حدث آخر سيبقى في الأذهان، ألا وهو الخطاب الذي وجهه البابا فرنسيس إلى السكان الأصليين صباح الاثنين وقال في حديثه لموقعنا الإلكتروني: إنه أمر لا يحدث كل يوم، أن تأتي شخصية من أقوى الشخصيات في العالم، وتمثل أمام بعض التلامذة السابقين في المدارس الداخلية الإجبارية وعائلاتهم، القادمين من مناطق بعيدة في كندا، ويسأل من الناجين المغفرة بتواضع كبير. وأضاف أن ما فعله الحبر الأعظم تطلب شجاعة وتواضعا كبيرين، وكانت تلك لحظة مميزة جدا. بعدها عبر الرئيس السابق للجمعية الوطنية الكندية للأمم الأولى First Nations، عبر عن قناعته بضرورة تضميد الجراح التي ما تزال تنزف لغاية اليوم، وذلك كي يرتكز مستقبل السكان الأصليين إلى ماض يُنظر إليه من منظار مختلف. وشدد في هذا السياق على أهمية الدور الذي ينبغي أن يلعبه كل فرد لكونه مدعوا إلى تقبل الموقف الذي تبناه البابا فرنسيس، ألا وهو طلب المغفرة، ولفت أيضا إلى ضرورة أن يكون هناك مكان تُمارس فيه المغفرة. وتحدث عن وجود مشكلة تتعلق بالمدافن المجهولة وبسجلات الضحايا، فضلا عن مسألة الأراضي. وهذا الأمر يتطلب اتخاذ خطوات عملية لحل المشاكل القائمة. في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أشاد فونتين بتعاون الكنيسة مع المحققين والباحثين مشيرا إلى أن الكرسي الرسولي سمح لأحد الباحثين بأن يمضي فترة من الوقت في الفاتيكان ليبحث عن صور فوتوغرافية لمئات التلامذة في المدارس الداخلية الإجبارية لتحديد هويتهم، وهذا الأمر يشكل مثالا على التعاون الثنائي في هذا المجال. |