البابا يستقبل أعضاء رهبنة Missionari Oblati di Maria Immacolata لمناسبة انعقاد مجمعهم العام في روما
استهل البابا كلمته مرحبا بضيوفه ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان لمناسبة التئام مجمعهم العام في روما، ووجه كلمة شكر إلى الرئيس العام للرهبنة على الكلمات التي وجهها للبابا باسمه وباسم جميع الحاضرين، وتمنى فرنسيس له وللمجلس الجديد العمل المثمر والموفّق. بعدها أكد الحبر الأعظم أن ضيوفه هم "عائلة رهبانية" كرست نفسها للكرازة بالإنجيل، وهذه العائلة تلتقي اليوم في روما للنظر في مستقبل الرسالة التي تقوم بها وسط الكنيسة والعالم. وقال إن موضوع المجمع العام هو "حجاج رجاء في إطار الشركة"، لافتا إلى أن هذا الموضوع الملزم شبيه جدا بالذي تم اختياره للاحتفال باليوبيل القادم للكنيسة. وأشار إلى أن هذا الموضوع يحمل في طياته خلاصة الهوية التي تميّز أعضاء الرهبنة السائرين في دروب العالم، كتلاميذ للرب يسوع وهم يتبعون أيضا خطوات مؤسسهم القديس Eugenio de Mazenod وهم مدعوون إلى حمل إنجيل الرجاء والفرح والسلام. أضاف البابا أن عالمنا المعاصر تمكن من بلوغ أهداف وتحقيق إنجازات كانت تبدو في الماضي مستحيلة، لكنه من جهة ثانية ما يزال عبد الأنانية والتناقضات الكثيرة والانقسامات. وأشار في هذا السياق إلى صرخة الأرض، والفقراء فضلا عن الحروب والصراعات المسلحة التي أراقت الكثير من الدماء على مر التاريخ، والأوضاع الصعبة التي يعيشها ملايين المهاجرين واللاجئين، والمنظومة الاقتصادية التي تزيد من ثروة الأغنياء، وتزيد الفقراء فقرا. وقال إن هذه هي بعض النواحي لهذا السيناريو المظلم حيث يستطيع الإنجيل وحده أن يضيء نور الرجاء. هذا ثم قال البابا لضيوفه: إنكم اخترتم أن تكونوا حجاجاً وأن تعيشوا حياتكم كمسافرين على دروب هذا العالم، إلى جانب الرجال والنساء والفقراء والمهمشين، الذين أرسلكم إليهم الله لتعلنوا عليهم ملكوته. وذكّر فرنسيس بأن مؤسس الرهبنة أيضا كان حاجاً ومسافراً، عندما كان يسير مع رفاقه في دروب قريته معلنا البشارة وحاثاً الفقراء على العودة إلى الإيمان، بعد أن فقدوه وبعد أن تخلى عنهم رجال الكنيسة. وشدد البابا هنا على أهمية أن يكون المرسلون حجاجاً ومسافرين، مستعدين دوما للانطلاق، تماماً على غرار ما فعل الرب يسوع مع تلاميذه في الإنجيل. ولفت فرنسيس إلى أن رهبنة Missionari Oblati di Maria Immacolata تخدم الكنيسة وهي متواجدة اليوم في سبعين بلداً حول العالم. وذكّر بأن مؤسس الرهبنة علّم أتباعه أن يحبوا الكنيسة كأمّ لهم، وشجع الحاضرين على وضع دفعهم الإرسالي وحياتهم بتصرف الكنيسة، والمشاركة في عملية الخروج إلى ضواحي هذا العالم الذي أحبه الله، كما لا بد أن يعيش المرسلون المواهب التي تقودهم نحو الأشخاص البعيدين والفقراء، والمهمشين. وقال: إنه من خلال السير في هذه الدرب بمحبة وأمانة يقدّم المرسلون خدمة كبيرة للكنيسة. تابع البابا خطابه مشيرا إلى أن ضيوفه شعروا بالدعوة لإعادة اكتشاف هويتهم ككهنة وكأخوة متحدين برباط التكرس الرهباني. وشجعهم على السير مع شعب الله، كحجاج رجاء، محافظين على دعوتهم الإرسالية، إلى جانب العديد من الرجال والنساء العلمانيين الذين يتقاسمون معهم تلك المواهب. ولفت إلى أن مؤسسهم، القديس أوجينيو، علمهم كيف ينظرون إلى هذا العالم من وجهة نظر المخلص المصلوب، هذا العالم الذي مات المسيح على الصليب من أجل خلاصه. وإذ ذكر فرنسيس بأن المجمع العام السابق للرهبنة تمحور حول الرجاء، لفت إلى أن الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا مرسلين للرجاء عليهم أن يعرفوا كيف يقرأون علامات حضوره في الحياة اليومية للأشخاص. وقال: تعلموا كيف تتعرفون على الرجاء وسط الفقراء، ودعوا هؤلاء الفقراء يبشرونكم هم أيضا لأنهم يعلمونكم درب الرجاء، من أجل الكنيسة ومن أجل العالم كله. لم تخل كلمات البابا من الحديث عن أهمية أن يكون الرجاء مرفقاً بالشركة، موضحا أن الشركة هي اليوم تحدٍ يمكن أن يعتمد عليه مستقبل العالم والكنيسة والحياة المكرسة. ولفت إلى ضرورة أن يعيش المرسلون الشركة فيما بينهم، وسط الجماعات وفي العلاقات الشخصية، وأن ينمّوها مع الجميع، بدون أي استثناء. وحثّ الكل على أن يعززوا الشركة من خلال تعابير التضامن والقرب والسينودسية والأخوة، متمنيا أن يكون مثل السامري الصالح حافزاً للاقتراب من كل شخص، بمحبة وحنان. وهذا وشجع البابا الجميع على متابعة العمل لصالح البيت المشترك أيضا، مشيرا إلى أن أمنا الأرض تُطعمنا دون أن تطلب شيئاً بالمقابل. وأمل أن تبقى المواهب والنظرة الإرسالية التي ميّزت القديس المؤسس مرجعاً بالنسبة لأتباعه، مضيفا أن الكنيسة تحتاج إلى المرسلين الذين يضعون الرب يسوع نموذجاً لهم على الدوام، تماماً كما فعل القديس أوجينيو الذي قرر أمام المخلص المصلوب أن يهب حياته للجميع كي يتمكن كل الأشخاص، لاسيما الفقراء، أن يختبروا محبة الله التي حملته على طريق الإيمان. في الختام تمنى البابا أن تتكلل أعمال المجمع العام بالنجاح، وقال إنه يرافق ضيوفه بالصلاة ثم منح الجميع بركاته الرسولية وطلب منهم أن يصلوا من أجله. |