البابا يوجه رسالة فيديو لمناسبة اليوم الدولي الثالث للأخوة الإنسانية
استهل البابا رسالته موجها تحية للإمام الأكبر أحمد الطيب الذي وقع معه على "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك"، في مثل هذا اليوم لأربع سنوات خلت. ووجه أيضا كلمة شكر للشيخ محمد بن زايد على التزامه لصالح الأخوة كما شكر اللجنة العليا للأخوة الإنسانية على مبادراتها العديدة، والجمعية العامة للأمم المتحدة على إعلانها هذا اليوم الدولي في الرابع من شباط فبراير عام ٢٠٢٠. بعدها شدد البابا على أننا مدعوون جميعاً لنعزز ثقافة السلام ولنشجع الحوار والتفاهم المتبادل والتضامن والتنمية المستدامة والاشتمال. وقال إننا جميعاً نحمل في قلبنا الرغبة في العيش كأخوة في إطار المساعدة المتبادلة وبتناغم. هذا ثم لفت فرنسيس إلى أن الديانات ليست لديها القوة السياسية لفرض السلام، لكنها تغيّر الإنسان من الداخل، وتحثه على الانفصال عن الشرور وتوجهه نحو السلام. لذا لدى الديانات مسؤولية مقررة في التعايش بين الشعوب، لأن الحوار ينسج السلام وينبذ الميول إلى تمزيق النسيج الاجتماعي ويحرر من استخدام الديانات لأغراض سياسية. كما أن الأديان تذكر بأن مصير الإنسان يتخطى الخيور الأرضية، وبأن كل إنسان هو خليقة الله وبأننا أتينا منه وإليه نعود. وشدد البابا على أن الديانات، وكي تضع نفسها في خدمة الأخوة، تحتاج إلى الحوار فيما بينها، وإلى التعارف والاغتناء المتبادل والتعمق في ما يوحدها، والتعاون لصالح خير الجميع. تابع الحبر الأعظم رسالة الفيديو مؤكدا أن مختلف التقاليد الدينية قادرة على تقديم إسهام كبير خدمة للأخوة، وقال إنه إذا عرفنا أن نظهر إمكانية عيش الاختلافات في الأخوة، باستطاعتنا أن نتحرر تدريجياً من الخوف والريبة حيال من هو مختلف عني. وأشار فرنسيس في هذا السياق إلى أن الاهتمام بالتنوع وتحقيق التناغم ليس عملية سهلة، لكنها الدرب الوحيدة القادرة على ضمان سلام صلب ودائم، وهو التزام يتطلب تعزيز قدرتنا على الحوار مع الآخرين. وتحدث البابا عن وجود رجال ونساء، من مختلف الديانات، يسيرون نحو الله، ويجتازون طرقات تتقاطع غالباً فيما بينها، لافتا إلى أن أي لقاء يمكن أن يتحول إلى فرصة للمواجهة أو للتشجيع المتبادل، بعون الله، على متابعة المسيرة كأخوة وأخوات. وأكد البابا في هذا السياق أننا لا نتقاسم أصولاً مشتركة وحسب، بل أيضا مصيراً مشتركاً، ككائنات ضعيفة وهشة، وهذا ما تظهره بوضوح الفترة التي نمر بها اليوم. مضى فرنسيس إلى القول إننا ندرك أن مسيرة الأخوة طويلة وصعبة، داعيا إلى التصدي للصراعات والانغلاق بعلامة الأخوة التي تحثنا على قبول الآخر واحترام هويته، وتلهمنا على العمل مقتنعين بأن التعايش بتناغم وسلام أمر ممكن. ختاماً شكر البابا جميع الأشخاص المشاركين في مسيرة الأخوة، وشجعهم على الالتزام في قضية السلام كي يستجيبوا لمشاكل واحتياجات الآخِرين والفقراء والضعفاء، وكل من هم بحاجة إلى مساعدتنا. وشكر في الختام جماعة سانت إيجيديو وشمسة أبو بكر فاضل على عملهما وشهادتهما. |