في كلمته قبل تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء" البابا يتحدث عن معنى عيد الصعود
قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير! يُحتفل اليوم في إيطاليا والعديد من البلدان الأخرى بعيد صعود الرب، إنه عيد نعرفه جيداً، لكنه يمكن أن يثير بعض التساؤلات، أو اثنين على الأقل. التساؤل الأول: لماذا يُحتفل برحيل يسوع عن هذه الأرض؟ فوداعه يبدو لحظة حزينة، ليس حدثاً نبتهج له! لماذا نحتفل بهذا الرحيل، السؤال الأول. والتساؤل الثاني: ماذا يفعل الآن يسوع في السماء؟ مضى البابا إلى القول: لماذا نعيّد. لأنه مع الصعود حصل شيء جديد وجميل جدا: لقد حمل يسوع إنسانيتنا، جسدنا، إلى السماء، وذلك للمرة الأولى، حملها إلى الله. هذه الإنسانية التي اتخذها له على الأرض، لم تبق هنا، عندما قام يسوع من الموت لم يكن روحا. كان له جسد بشري، من لحم وعظام. وستكون هناك إلى الأبد. منذ يوم الصعود، يمكننا أن نقول إن الله نفسه "تغيّر": فمنذ ذلك الحين لم يعد روحاً وحسب، فنظرا لمحبته الكبيرة لنا إنه يحمل في نفسه جسدنا وإنسانيتنا! فهذا هو المكان الذي ينتظرنا، ومصيرنا هناك. وقد كتب أحد آبائنا القدامى في الإيمان "خبر رائع! من صار إنساناً من أجلنا، ليجعلنا أخوة له، قدم نفسه كإنسان أمام الآب، ليحمل معه كل من انضموا إليه". إننا نحتفل اليوم بـ"اكتساب السماء"، يسوع الذي يعود إلى الآب لكن بإنسانتينا. والسماء باتت ملكاً لنا بعض الشيء. يسوع فتح الباب وجسده موجود هناك. تابع البابا فرنسيس قائلا: السؤال الثاني: ماذا يفعل يسوع في السماء؟ إنه موجود من أجلنا أمام الآب، يُظهر له باستمرار إنسانيتنا، ويظهر الجراح. أحب أن أفكر أن يسوع أمام الآب يصلي بهذه الطريقة، مظهرا له الجراح التي عانى منها من أجلنا. يُظهر له ثمن الفداء والآب يتأثر، وهذا ما أحب أن أفكر به. فكروا أن يسوع يصلي بهذه الطريقة. لم يتركنا لوحدنا. ففي الواقع، قبل صعوده إلى السماء، قال لنا ما نقرأه في إنجيل اليوم "أنا معكم طوال الأيام، حتى انقضاء الدهر" إنه معنا دائما، ينظر إلينا، إنه حي أبداً ليشفع فينا. ليُظهر جراحه للآب من أجلنا. إنه إذا يشفع، إنه موجود في المكان الأفضل، أمام أبيه وأبينا، ليشفع فينا. هذا ثم قال البابا: إن مسألة الشفاعة جوهرية. هذا الإيمان يساعدنا نحن أيضا، يجب ألا نفقد الرجاء وألا نشعر بالإحباط. يوجد شخص أمام الآب يُظهر له الجراح ويشفع فينا. فلتساعدنا ملكة السماء على التشفع من خلال قوة الصلاة. |