البابا فرنسيس: السنة اليوبيلية زمن ملائم كي نضع مجددا في مركز حياتنا المصالحة مع الله وبين بعضنا البعض
وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس صحيفة "إيل ميساجيرو" فرانشيسكو غايتانو كالتاجيروني بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين بعد المائة على تأسيسها. وحيّا الأب الأقدس في مستهل رسالته رئيس هذه الصحيفة الإيطالية ومعاونيه، وأشار إلى أنها لا تزال تمثل نقطة قوة للصحافة والإعلام. وأضاف أنهم، وفي إطار الاحتفال بهذه الذكرى، يتوقّفون أيضا للتعمق في معنى يوبيل العام ٢٠٢٥، حدث يتعلق عن كثب بمدينة روما، كما قال الأب الأقدس في رسالته، ولكنه يعني أيضا أوروبا والعالم بأسره. وأشار إلى أننا نرث من التقليد البيبلي الغني معنى السنة اليوبيلية التي هي قبل كل شيء زمن ملائم كي نضع مجددا في مركز حياتنا المصالحة مع الله وبين بعضنا البعض، من خلال كسر قيود الشر والعنف التي تشوّه جمال الكرامة البشرية. كما ولفت البابا فرنسيس إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بممارسة دينية، إنما أيضا بمسيرة تعني جميع العلاقات بين الأشخاص من اجل تعزيز نظرة لمجتمع أكثر عدلا وأخوّة، وتعزيز المصالحة وبناء عالم أكثر تضامنًا، وخصوصا أكثر إنسانية.
كما وأشار الأب الأقدس إلى أن اليوبيل يستلزم أيضا ولادة جديدة أخلاقية واجتماعية وثقافية قادرة على شفاء الجراح الناتجة عن الظلم ومختلف أشكال العنف، وعلى التغلب على التفاوتات الاقتصادية والتمييز، وإعادة تأسيس مناخ جماعي من الثقة والرجاء وإطلاق مسارات للتنمية البشرية المتكاملة مع اهتمام خاص بالأشد ضعفا. هذا وسلط البابا فرنسيس الضوء على أهمية التفكير بما عشناه خلال الجائحة التي وفضلا عن كونها جعلتنا نلمس مأساة الموت في وحدة، وعدم اليقين، فقد غيّرت طريقة حياتنا، وفي إشارة إلى ذلك، شدد الأب الأقدس على عيش اليوبيل القادم بحماسة ومشاركة، إذ بإمكانه أن يساعد كثيرًا لإعادة خلق مناخ من الرجاء والثقة، كعلامة ولادة جديدة نشعر كلنا بالحاجة إليها.
وفي ختام رسالته إلى صحيفة "إيل ميساجيرو" في الذكرى الخامسة والأربعين بعد المائة على تأسيسها، شكر قداسة البابا فرنسيس الجميع على الخدمة الثمينة التي يقدمونها، مجدِّداً أطيب التمنيات بمناسبة هذا الحدث الهام.