بحث

البابا يستقبل أعضاء الاتحاد الدولي Pueri Cantores ويحدثهم عن الفرح والصلاة والتواضع البابا يستقبل أعضاء الاتحاد الدولي Pueri Cantores ويحدثهم عن الفرح والصلاة والتواضع  (VATICAN MEDIA Divisione Foto)

البابا يستقبل أعضاء الاتحاد الدولي Pueri Cantores ويحدثهم عن الفرح والصلاة والتواضع

استقبل البابا فرنسيس هذا السبت في الفاتيكان أعضاء الاتحاد الدولي Pueri Cantores الذي يضم فتيانا وفتيات يشكلون جوقات تخدم القداديس والاحتفالات الدينية، يتقدمهم رئيس الاتحاد Jean Henric وعدد من الرؤساء الوطنيين، ووجه لضيوفه خطاباً توقف فيه عند كلمات ثلاث تطبع الخدمة التي يؤدونها ألا وهي الفرح، الصلاة والتواضع.

بداية شكر الحبر الأعظم ضيوفه على الأناشيد والتراتيل الجميلة التي رافقت استقبالهم له، وقال إن ما يقومون به بالغ الأهمية، لأنهم ومن خلال أصواتهم يساعدون جماعة المؤمنين على الصلاة وعلى فتح القلوب للرب، وهي مسألة أساسية بالنسبة لحياة الكنيسة.

هذا ثم تحدث البابا فرنسيس عن الفرح وقال إن النشيد هو فرَحٌ خصوصا عندما يصدر عن جوقة، وهذه الأناشيد هي هدية نلناها ممن ألفوها ونقلوها إلينا على مر العصور. وقال: فكروا بالأعداد الكبيرة للأطفال الذين تلوا التراتيل نفسها، وكانوا فتيانا وفتيات مثلكم، مفعمين بالحياة والأحلام، وقد كرسوا وقتا وجهداً لينقلوا إليكم ما تلقوه بدورهم. ولفت الحبر الأعظم في هذا السياق إلى أهمية أن ننال هدية ما وننقلها إلى الآخرين وهو أمر يغنينا بالفرح، مذكرا بما جاء في الكتاب المقدس إن الله يحب من يعطي بفرح. وأضاف أن المنشدين وعندما يقومون بخدمتهم بحماسة يقدمون هدية كبيرة للأشخاص الذين يصغون إليهم، كما أن النشيد والموسيقى قادران على ملامسة القلوب، وإعطاء الفرح، وعلى استعادة طعم الحياة والأمل.

بعدها توقف البابا عند الكلمة الثانية التي شاء أن يسلط الضوء عليها ألا وهي الصلاة.  وأكد لضيوفه أنهم ليسوا كسائر الفنانين الذين يقدمون عروضاً فنية، مشيرا إلى أنهم يساعدون الآخرين على الصلاة من خلال تراتيلهم. لذا من الأهمية بمكان أن يبقي كل واحد منهم قلبه قريباً من يسوع على الدوام، وهذا الأمر يتحقق بواسطة الصلاة اليومية. وقال إنه عندما يكون القلب مفعماً بالمحبة تجاه يسوع، فهذه المحبة تظهر من خلال الأصوات، وتصل إلى قلوب الآخرين، كالسهم الذي يصيب هدفه. وذكّر البابا هنا بالمقولة الشهيرة للقديس أغسطينوس "من رتل صلى مرتين". ولفت فرنسيس إلى أن الترتيل هو عمل محبة، ويسمح بالصلاة من خلال الكلمات والموسيقى، من خلال القلب والصوت، من خلال العبادة والفن. ومن يتلو الأناشيد يشعر في قلبه بكل كلمة يرنمها، لأنه التقى بالله السخي بالمغفرة، والقدوس والطيب والذي يهتم بكل احتياجاتنا ويسير دائما إلى جانبنا.

تابع فرنسيس خطابه متوقفاً عند الكلمة الثالثة ألا وهي التواضع، وقال إن الترتيل هو مدرسة للتواضع، لأن من يتلو الأناشيد، حتى ولو كان منفرداً، هو جزء في جوقة أكبر منه وحيث يكون الجميع في خدمة بعضهم البعض، بما في ذلك المايسترو الذي يقود الجوقة. ولفت الحبر الأعظم إلى أن هذا النشاط يكون أكثر تواضعاً لأنه يهدف إلى خدمة الله وإذ يساعد الآخرين على الالتقاء بالرب يعرف كيف يترك فسحة للصمت حيث يمكن أن يصغي إلى الكلمات التي يمكن أن يقولها يسوع وحده لكل واحد منا. وأشار البابا إلى أن المرنم الذي يضع نفسه في المحور، ويسعى إلى التفوق على الآخرين ليس مرنما جيداً، ويمكن أن يفسد عمل الكل.

ختاما شكر البابا ضيوفه على النشاط الذي يقومون به ودعاهم إلى الاستمرار به بشغف وتحت إشراف المربين ثم منحهم بركاته الرسولية سائلاً إياهم أن يصلوا من أجله وتمنى لهم عاماً سعيدا.

30 ديسمبر 2023, 11:38