بحث

البابا فرنسيس: كل معمد، هو في العالم، ومن أجل العالم، ولكنه ليس من العالم البابا فرنسيس: كل معمد، هو في العالم، ومن أجل العالم، ولكنه ليس من العالم  (Vatican Media)

البابا فرنسيس: كل معمد، هو في العالم، ومن أجل العالم، ولكنه ليس من العالم

"إذ تتحدون بالمسيح في الروح القدس، تكونون رسلاً أولاً بإنسانيّتكم" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء معهد مرسلي ملوكيّة المسيح

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة الكونسيستوار في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء معهد مرسلي ملوكيّة المسيح الذين أسسهم الأب أغوسطينو جيميلّي عام ١٩٥٣، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وسلّمهم نصًّا كان قد أعدّه لهذه المناسبة جاء فيه أشكركم لأن هذا اللقاء يقدّم لي الفرصة لكي أسلّط الضوء على قيمة الطابع العلماني في حياة الكهنة وخدمتهم. إن الطابع العلماني في الواقع، ليست مرادفًا للعلمانية، وإنما هو أحد أبعاد الكنيسة المدعوة لكي تخدم ملكوت الله وتشهد له في هذا العالم. ويأتي التكرُّس لكي يجعل جذريًا هذا البعد، الذي من الواضح أنه ليس الوحيد، وإنما هو مكمِّل للبعد الإسكاتولوجي. إنَّ الكنيسة، وكل معمد، هو في العالم، ومن أجل العالم، ولكنه ليس من العالم.

تابع البابا فرنسيس يقول لذلك، إذا كانت الطابع العلماني بُعدًا من أبعاد الكنيسة، فإن العلمانيين ورجال الدين مدعوون لعيشها والتعبير عنها، ولو بطرق مختلفة. ويحققه كل فرد منهم بحسب حالته في خط سر التجسّد. في هذه العقود، قمتم أنتم الكهنة بمسيرتكم، واختبرتم هويتكم هذه "على أرض الواقع"، واغتنيتم من خلال العيش مع الأخوات المرسلات والإخوة المرسلين لمملوكية المسيح.

أضاف الأب الأقدس يقول أنتم كهنة أبرشيون، وتريدون أن تشاركوا بشكل كامل في الكهنوت، في شركة مع الأسقف وإخوتكم. والمعهد يساعدكم في هذا. وهو يقوم بذلك وفقًا للموهبة الفرنسيسكانية، التي هي موهبة الصغر: وهكذا ينشِّئكم على الخدمة الأخوية المتواضعة والمُستعدّة. ويقوم بذلك وفقًا لنموذج ملوكية المسيح، التي تقوم على الخدمة، وبذل الذات بسخاء، والدفع شخصيًا، والتضامن مع الفقراء والمهمشين. ملوكية وصغر: هما في المسيح واحد، والقديس فرنسيس يشهد على ذلك.

تابع الحبر الأعظم يقول يعجبني تعبير من صلاتكم إلى قلب يسوع الأقدس، حيث تقول: "إجعلنا متضامنين وأصدقاء للناس، رسل تعاطف وحقيقة، لكي يصبح الإنجيل قلب العالم". "رسل تعاطف وحقيقة". إنه تعبير جميل تكررونه كل يوم لكي تؤكِّدوا نذركم للحياة الرسولية، مقتنعين بأنّكم، إذ تتحدون بالمسيح في الروح القدس، تكونون رسلاً أولاً بإنسانيّتكم، مع تلك الفضائل الإنسانية التي وصفها المجمع الفاتيكاني الثاني: الصدق، احترام العدالة، الأمانة للكلمة، اللطف، التحفُّظ، ثبات الروح، التأمُّل، الاستقامة.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الإخوة الأعزاء، لتحفظكم الأمانة لدعوتكم هذه من نزعتين منتشرتين اليوم، حتى بين الكهنة: المرجعية الذاتية والدنيوية. لا أحد منا محصن تماما ضدهما. ولذلك علينا أن نعترف بذلك ونتصرّف بنعمة الرب. وليساعداكم من السماء، العذراء مريم والقديس فرنسيس الأسيزي ويرافقانكم. أبارككم جميعا من كلِّ قلبي. وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي.

12 يناير 2024, 12:06