البابا فرنسيس يلتقي مسؤولي وعناصر حفظ الأمن في الفاتيكان ويشدد على أهمية الانطلاق من خير الجميع
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت مسؤولي وعناصر إدارة الرقابة على الأمن العام في الفاتيكان. وبدأ الأب الأقدس مرحبا بالجميع في هذا اللقاء التقليدي في بداية كل عام ووجه التحية إلى ضيوفه وعائلاتهم وإلى المرشدين الذين يتابعونهم في مسيرة حياتهم المسيحية. وجه البابا بعد ذلك الشكر إلى ضيوفه على عملهم بأمانة وصبر موفرين لمن يأتون إلى الفاتيكان من إيطاليا ومن الخارج إمكانية عيش لحظات إيمان وصلاة كحجاج، أو لحظات استمتاع كسياح، وذلك في أجواء نظام وأمن هادئة. ووصف البابا هذا بعمل حساس جدير بالتثمين، خاصة وأنه عمل يتم القيام به يوميا، ليلا ونهارا، وطوال العام. وتابع قداسة البابا موجها الشكر إلى ضيوفه وإلى عائلاتهم وذلك أيضا على الاستعداد والقدرة على التكيف المميزة لعملهم لضمان سلامته وسلامة معاونيه خلال الزيارات والانتقال في روما وغيرها من مدن إيطالية، حيث يتجاوبون غالبا مع توقيت واحتياجات لوجستية غير مريحة.
وواصل البابا فرنسيس حديثه عن هذا العمل مشيرا إلى ما له من أوجه عديدة، فهو يجمع بين الوقاية بصبر والرقابة على أرض الواقع وإدارة أوضاع غير متوقعة قد تكون خطيرة في بعض الأحيان. وأضاف أن هذا كله يتم القام به بهدوء وبدون لفت الأنظار، وأكد قداسته لضيوفه إن عملهم هذا يتطلب الشجاعة واللباقة والأعصاب القوية وفهم الاحتياجات والأوضاع الصعبة لمن يطلب منهم المساعدة أو مَن يجعل تدخلهم أمرا ضروريا من خلال تصرفات مختلفة.
ثم أراد البابا فرنسيس التذكير بما قال البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون حول عمل عناصر الأمن حيث وصفه بمهمة شاقة تستدعي صفات أخلاقية هامة، وفي المقام الأول التفاني وتكريس الذات من أجل الخير العام. وتابع الأب الأقدس أن هذا ما دفع البابا القديس إلى وصف عناصر الامن بخدام صالحين للجماعة البشرية وصناع سلام في المجتمع. وأضاف البابا فرنسيس أن هذه كلمات غنية بالمعاني تُعبِّر بشكل جيد عما يُنتظر من عناصر الأمن من جهة وعن المُثل التي يستلهمون منها من جهة أخرى. وشدد قداسته على أن الخير العام والسلام في المجتمع لا يتحققان ولا يزدهران بصورة تلقائية دائما، وتحدَّث بالتالي عن أن طبيعة الإنسان المحدودة والتي تجرحها الخطيئة تتطلب، بنورها وظلالها، ضرورة أن يكون هناك مَن لا يظل مجرد مشاهد أمام الشر بل يتحمل مسؤولية التدخل من أجل حماية الضحايا وإعادة المخالفين إلى النظام، وذلك مع الاهتمام دائما بخير الجميع.
وتابع البابا فرنسيس قائلا لضيوفه إنهم غالبا، وانطلاقا من التزامهم هذا، ما يكونون المرجع للكثير من الاحتياجات الأخرى التي قد تكون أقل مؤسساتية إلا أنها لا تقل أهمية من وجهة النظر الإنسانية. وأشار قداسته إلى إجابة عناصر الأمن على هذه الاحتياجات المختلفة مثل طلب المعلومات أو التدخل أمام حدوث أشياء غير متوقعة، أو لجوء البعض إليهم للتعبير عن انزعاج ما أو بحث مَن يشعر بتهميش عن بعض الفهم والتعاطف. وأضاف الاب الأقدس أن هذا يحدث لأن الناس يعلمون أن بالإمكان الثقة في عناصر الأمن، وهذا أمر هام جدا.
ثم ختم البابا فرنسيس حديثه إلى مسؤولي وعناصر الرقابة على الأمن في الفاتيكان مجدِّدا الشكر ثم منح الجميع وعائلاتهم البركة موكلا إياهم إلى شفاعة القديسة مريم والقديس ميخائيل رئيس الملائكة شفيع ضيوفه. أكد البابا بعد ذلك صلاته من أجلهم سائلا إياهم ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.