البابا يستقبل أساتذة وطلاب معهد روتوندي في الذكرة السنوية الـ٤٢٥ لتأسيسه
استهل الحبر الأعظم خطابه مرحباً بضيوفه، خاصا بالذكر رئيس المعهد الأب أنريدا كاتّانيو، وقال إن المؤسسة تحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين بعد الأربعمائة لتأسيسها، إذ أبصرت النور في العام ١٥٩٩، وهي تتمتع بأكثر من أربعة قرون من التاريخ العريق. هذا ثم أعرب البابا عن سروره لرؤية العديد من الشبان المفعمين بالحياة ويحملون في قلوبهم أحلاماً، ومشاريع ورغبات وهم بذلك يعطون معنى وقيمة لإرث المعهد العريق. وأشار إلى أن حضورهم في الفاتيكان يُظهر أن معهد روتوندي، الأمين لتقليده التربوي، نما مع مرور الوقت، وتمكن من التأقلم مراراً وتكراراً مع مختلف المراحل التاريخية، من بينها التبدلات التي حصلت في ظل الحكم النمساوي، والحربان العالميتان، فضلا عن التحديات الكبيرة التي ظهرت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وصولا إلى يومنا هذا عندما أصبح المعهد أقدم مدرسة خاصة في إيطاليا مندرجة في إطار النظام التربوي الرسمي. ولفت فرنسيس في هذا السياق إلى أن التغيير ضروري كي نبقى أمناء لهويتنا ورسالتنا. تابع الحبر الأعظم كلمته مشجعاً ضيوفه على الالتزام بزخم في نشاطاتهم المدرسية، مع فتح الأذهان على الحداثة دوما. وطلب من الفتيان بنوع خاص أن يبحثوا عن الحقيقة دون أن يتأثروا بموضة الزمن الراهن وبإعجاب المتابعين أو Followers عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد فرنسيس أن هذه الأمور ليست الأهم في الحياة، مشيرا إلى أن الاعتماد المفرط عليها يقيد حريتنا. واعتبر أنه من الأهمية بمكان ألا يخشى الإنسان من تغيير رأيه ومن تقبل آراء الآخرين والتفكير المختلف فيما يتعلق بالمسائل الجوهرية. وقال للفتيان: كونوا عاشقين للحقيقة، وكونوا مستعدين دوماً للإصغاء والحوار. لم يخلُ خطاب البابا فرنسيس من الإشارة إلى كلام الرب يسوع في الإنجيل الذي علمنا أن الحق يحررنا، وقد توجه بهذه الكلمات إلى أشخاص وجدوا صعوبة في تقبل طريقته الجديدة في قراءة الأسفار المقدسة، لأنهم في الواقع لم يكونوا على اطلاع كاف بها، وكانوا يخافون من تغيير أنماطهم. وأكد الحبر الأعظم في هذا السياق أن الجهل يولد الخوف والخوف يولد انعدام التسامح. وطلب من التلامذة أن يدرسوا بفرح وبطريقة جماعية، كفريق واحد، مشيرا إلى أن المعرفة تنمو من خلال المقاسمة مع الآخرين. وقال إن الإنسان يدرس كي ينمو، والنمو يعني النضوج معاً والحوار، هذا الحوار مع الله، مع المعلمين والمربين والأهل، والحوار بين التلامذة حتى مع من لديهم أفكار مختلفة، كي نتمكن من تعلم أمور جديدة ومن إعطاء أفضل ما لدينا. وذكّر بشعار المعهد الذي يدعو إلى مد كل شخص بالأدوات اللازمة لقراءة الواقع والتعبير عن نفسه بحرية وإبداع. في ختام كلمته إلى أساتذة وطلاب معهد روتوندي شكر البابا ضيوفه على زيارتهم، وشكرهم أيضا على التزامهم في متابعة النشاط التربوي، وشجعهم على السير قدماً في هذا الاتجاه، وعلى الحفاظ على الإرث الذي نالوه. هذا ثم منحهم بركته الرسولية طالباً منهم أن يصلوا من أجله. |