بحث

البابا فرنسيس يستقبل وفد جمعية Diaconie de la beauté  ١٥ شباط فبراير ٢٠٢٤ البابا فرنسيس يستقبل وفد جمعية Diaconie de la beauté ١٥ شباط فبراير ٢٠٢٤  (Vatican Media)

البابا فرنسيس يستقبل وفد جمعية Diaconie de la beauté ويتحدث عن قوة الجمال والفن

كانت العلاقة بين الكنيسة والفنانين محور كلمة البابا فرنسيس خلال استقباله اليوم وفد جمعية Diaconie de la beauté حيث أشار إلى أهمية وقوة الجمال والفن.

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس وفد جمعية Diaconie de la beauté لمناسبة المنتدى الذي تعقده في روما. وهنأ الأب الأقدس في بداية كلمته ضيوفه على مرور عشر سنوات على إطلاقهم هذه المبادرة التي وصفها بالمهرجان، وتابع أنه يريد التأمل معهم حول ثلاثة أبعاد لجمعيتهم، ألا وهي البعد الروحي وبُعد الأحداث ثم بُعد الإقامة.

وفي حديثه عن البعد الروحي قال الأب الأقدس لضيوفه إن دعوتهم هي مساعدة الفنانين على إقامة جسر بين السماء والأرض وذلك من خلال إيقاظ لديهم البحث عن الحقيقة، سواء كانوا موسيقيين أو شعراء أو مغنين، رسامين أو مخرجين أو نحاتين، ممثلين أو راقصين. وتابع البابا فرنسيس أن الجمال يدعونا إلى أسلوب مختلف لكوننا في العالم، وتوقف قداسته بالتالي عند فعل التأمل مشيرا إلى أن الجمال يجعلنا نشعر أن الحياة موجَّهة إلى الكمال، وفي الجمال الحقيقي ينشأ شعور بحنين إلى الله. وواصل الأب الأقدس أن الإيمان بالله الخالق لا يمكنه إلا أن يشجع المخلوق على تجاوز الذات والنظر نحو الحياة الإلهية من خلال الإلهام الفني.

ثم انتقل البابا فرنسيس إلى البعد الثاني لجمعية Diaconie de la beauté أي الأحداث، فأشار إلى نشاط الجمعية الساعي إلى مساعدة الفنانين على إقامة حوار مثمر مع الكنيسة وذلك من خلال لقاءات وعروض وحفلات موسيقية وغيرها. وقال لضيوفه إن هذا بالنسبة لهم هو أسلوب لجعل قرب الكنيسة مرئيا للفنانين وذلك من خلال حوار مع ثقافتهم وحياتهم، مؤمنين كانوا أم غير مؤمنين.   

أما عن البعد الثالث، الإقامة، فقال البابا فرنسيس إن عمل الجمعية يتضاعف من خلال تأسيس بيوت للفنانين في العالم. وتابع قداسته أن حياة الفنان غالبا ما تطبعها الوحدة، وفي بعض الأحيان يطبعها حتى الاكتئاب والمعاناة الداخلية. وقال لضيوفه إن تحديهم هو إخراج الجمال المختبئ في الفنانين كي يتحولوا بدورهم إلى رسل لهذا الجمال الذي يولِّد الرجاء والرغبة في السعادة. وأضاف قداسة البابا أن هذا العمل هو رسالة تساهم في تثمين كرامة الفنان، فلا يعود يشعر بكونه مرفوضا أو غير مفهوم، مهمَّشا أو مستبعَدا.

ثم تابع الأب الأقدس مشجعا ضيوفه على مواصلة هذا العمل وداعيا إياهم إلى أن يكونوا مغنّين للتناغم بين الشعوب والثقافات والأديان. ثم تحدث قداسته عما يعصف بالبشرية من عنف وحروب وأزمات اجتماعية، ما يجعلنا في حاجة إلى رجال ونساء يجعلوننا نحلم بعالم مختلف، جميل. وقال قداسته لضيوفه: اجعلوا الأشخاص يحلمون كي يتطلعوا إلى حياة في كمال.  

هذا ومن بين ما أراد البابا فرنسيس تسليط الضوء عليه في حديثه إلى أعضاء الجمعية حاجتنا الملحة اليوم إلى استعادة التناغم بين الإنسان والبيئة، وأوضح ان الأزمات المناخية الكبيرة تفرض علينا إعادة النظر في عاداتنا وتصرفاتنا. وتابع البابا أن الفن هو أداة قوية لنقل رسالة جمال الطبيعة، وأضاف أن العناية بالعالم الذي يحيط بنا ويدعمنا تعني العناية بأنفسنا، إلا أننا في حاجة إلى أن نجعل أنفسنا "نحن" يعيش في البيت المشترك. ثم دعا البابا فرنسيس إلى أن نتساءل حول إسهامنا في بناء عالم يسوده التناغم، وقال إن ثقافة الجمال تجعلنا دائمة في حركة، وأن لقاء جمال الله يمَكننا من الانطلاق مجددا، من أن نبدأ مجددا، في السير نحو مجتمع أكثر إنسانية وأخوّة.

ثم ختم قداسة البابا فرنسيس شاكرا أعضاء وفد جمعية Diaconie de la beauté ومتمنيا لهم كل خير في عملهم. ثم بارك الجميع سائلا إياهم أن يُصلوا من أجله.   

15 فبراير 2024, 12:44