البابا فرنسيس يستقبل أعضاء المجلس الوطني لحركة الكشافة الكاثوليك الإيطاليين
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة استهلها معبرا عن سروره للقائهم، وسلط الضوء على قيم ورثوها ويقومون بتعزيزها مشيرا إلى الجماعة، التربية، الخدمة، والعناية بالبيت المشترك. وتوقف من ثم عند العنوان المختار للذكرى السبعين لحركة الكشافة الكاثوليك الإيطاليين "المزيد من الحياة للحياة"، وأشار إلى أنهم أرادوا ترجمته في بعض المشاريع التي سيتم تنفيذها: التبرع بحاضنة الأطفال حديثي الولادة إلى مركز الإسعافات الأولية والاستقبال في لامبيدوزا؛ بناء ورشة نجارة بحرية في زامبيا، وتشجير غابة في ارجينتا في إقليم ايميليا رومانيا في شمال إيطاليا.
إنها مبادرات تتعلق بقيم هامة، أضاف البابا فرنسيس، مسلطا الضوء أولا على المهد الذي يذكّرنا بمحبة الحياة التي تولد، وأشار في الوقت نفسه إلى أننا نعيش في زمن تراجع مأساوي للولادات. إن المهد يرمز إلى فرح ولادة طفل والعمل من أجل أن ينمو بشكل جيد، قال الأب الأقدس في كلمته، وأضاف أن المهد يحدثنا عن العائلة المأوى المضيف والآمن للصغار، جماعة مؤسَّسة على مجانية المحبة، كما يحدثنا عن الاهتمام بالحياة في جميع مراحلها لاسيما عندما تؤدي السنين التي تمر أو مصاعب المسيرة إلى جعل الأشخاص أكثر ضعفًا وعوزا.
وتابع البابا فرنسيس كلمته متوقفا عند المبادرة الثانية وهي ورشة النجارة، وقال إنها رمز عزيز بالنسبة لنا نحن المسيحيين، لأن ابن الله قد اختارها كمكان للاستعداد لرسالته الخلاصية، عاملا بتواضع "بيدَي إنسان". وفي عالم يكثر فيه الكلام عن تصنيع الأسلحة لشن الحرب، فإنها تذكرنا بالدعوة الأساسية للإنسان لتحويل عطايا الله ليس إلى وسائل موت، إنما إلى أدوات خير، في الالتزام المشترك ببناء مجتمع عادل وسلمي، حيث تُعطى للجميع إمكانية حياة كريمة. وشدد في هذا الصدد على العمل من أجل كرامة الحياة.
وتحدث البابا فرنسيس من ثم عن المبادرة الثالثة والأخيرة: الغابة، وقال إنها تذكّرنا بمسؤوليتنا إزاء البيت المشترك، وأضاف أن الاحترام والمحبة والاتصال المباشر مع الطبيعة هي ميزات للكشافة. وأشار إلى أنها قيم نحتاج إليها كثيرا اليوم، مسلطا الضوء على أنماط حياة وتصرفات لا تشعر مع صرخة أرض جريحة، وصوت العديد من الإخوة والأخوات المهمشين والمستبعدين من توزيع عادل للخيرات. إن أسلوب الكشافة الذي يتسم بالاحترام والبساطة، قال البابا فرنسيس، يشكل قدوة كبيرة للجميع. وتابع كلمته لافتًا أنهم أرادوا أن يزرعوا الأشجار في ارجينتا، تذكارا للأب جوفاني مينزوني الذي كان راعيا شجاعا، وأكد أن هذه المبادرة هي أيضا تذكير هام بالايكولوجيا المتكاملة.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء المجلس الوطني لحركة الكشافة الكاثوليك الإيطاليين في الذكرى السبعين لتأسيسها في العشرين من حزيران يونيو عام ١٩٥٤، شكر قداسة البابا فرنسيس الجميع على ما يقومون به وشجعهم على مواصلة مسيرتهم، وقال من الجميل الاستمرار في أن تكونوا جماعة منفتحة ومتنبهة، مستعدة لاستقبال مَن يضعهم الرب في طريقكم، الاصغاء إليهم ومرافقتهم؛ جماعة نبوية في إعلان الإنجيل بشجاعة وترغب في الخروج للقاء الآخرين ولاسيما مَن يسكن الضواحي الوجودية في زمننا. وطلب منهم ألاّ ينسوا أن يصلّوا من أجله.