كلمة البابا فرنسيس إلى المشاركين في الجمعية العامة لـ "Talitha Kum"
بمناسبة الجمعية العامة لـشبكة "Talitha Kum" التي تعقد من الثامن عشر وحتى الرابع والعشرين من أيار مايو في روما والذكرى الخامسة عشرة لولادة هذه الشبكة وجّه قداسة البابا فرنسيس كلمة إلى المشاركين في الجمعية جاء فيها هناك الكثير من الامتنان في قلبي لما تقومون به، فرديًا وجماعيًا، لهزيمة الاتجار بالبشر، إحدى أفظع الآفات في عصرنا.
تابع الأب الأقدس يقول إن الاتجار بالبشر هو شر "نظامي"، وبالتالي يمكننا، بل ويجب علينا، أن نقضي عليه من خلال نهج منهجي على مستويات متعددة. ويتعزز الاتجار بالبشر مع الحروب والصراعات، ويستفيد من آثار تغير المناخ، والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك من ضعف الأشخاص الذين يضطرون إلى الهجرة ولاسيما من ظروف عدم المساواة التي تجد النساء والفتيات أنفسهن فيها. إنَّ الاتجار بالبشر هو نشاط لا يحترم أحد ويتجاهل أي شخص، ويضمن أرباحًا كبيرة للأشخاص الذين ليس لديهم أي وازع أخلاقي. يتطور الاتجار بالبشر باستمرار ويجد دائمًا طرقًا جديدة للتطور، كما حدث أثناء الوباء. ومع ذلك، لا يجب أن تثبط عزيمتنا. وبقوة روح يسوع المسيح وتفاني الكثيرين يمكننا أن ننجح في القضاء عليه.
أضاف الحبر الأعظم يقول عليكم أن تواصلوا في أعقاب ما فعلتموه على الدوام في شبكة "Talitha Kum": الوقوف إلى جانب الضحايا، والاصغاء إليهم، ومساعدتهم على النهوض على أقدامهم مرة أخرى، والعمل معًا ضد الاتجار بالبشر. لكي نكون فعالين حقًا ضد هذه الظاهرة الإجرامية البغيضة، من الضروري أن نكون جماعة. وهذا كلّه يتم التعبير عنه بشكل جيد من خلال موضوع جمعيتكم: "السير معًا لإنهاء الاتجار بالبشر: التعاطف في العمل من أجل التغيير". إنَّ الأمر ليس سهلاً، ولكنكم خلال هذه السنوات الخمس عشرة، قد أظهرتم لنا، في كل مكان، أنه من الممكن القيام بذلك. لقد أصبحت شبكة "Talitha Kum" شبكة واسعة النطاق وعالمية، وفي الوقت عينه، متجذرة أيضًا في الكنائس المحلية. لقد أصبحت نقطة مرجعية للضحايا وعائلاتهم والأشخاص المعرضين للخطر والجماعات الأكثر ضعفا. كذلك، تشكل نداءاتكم دعوة قوية للحكومات والمؤسسات الوطنية والمحلية لتحمل المسؤولية. وأنا أشجعكم على الاستمرار على هذا الدرب، والقيام بإجراءات الوقاية والعناية ونسج العديد من العلاقات الثمينة، والتي تعتبر ضرورية لمكافحة الاتجار بالبشر والقضاء عليه.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الأخوات والإخوة الأعزاء، أشكر الرب معكم على كل العمل الذي سمح لكم بالقيام به خلال هذه السنوات. سأقرأ وثيقتكم بعناية وسأقوم بالترويج لها. لترافقكم العذراء مريم دائمًا وتحميكم. أبارككم جميعًا مع جماعاتكم من كل قلبي. ومن فضلكم واصلوا الصلاة من أجلي.
