البابا فرنسيس يحاور الأطفال في إطار اللقاء العالمي حول الأخوّة الإنسانية
في إطار اللقاء العالمي حول الأخوّة الإنسانية نُظمت بعد ظهر السبت طاولة للأطفال بعنوان "الأطفال: جيل المستقبل". وشارك في هذه المبادرة قداسة البابا فرنسيس حيث التقى الأطفال وتحدث إليهم وأجاب على أسئلتهم. هذا وقد وصل الأب الأقدس إلى القاعة التي نُظم فيها لقاء الأطفال قبل الخامسة عصرا بقليل أي ساعة عقب انطلاق الطاولة.
وفي بداية لقائه مع الأطفال وجه إليهم قداسة البابا سؤالا: ما هي السعادة بالنسبة لكم؟ وتعددت إجابات الأطفال، فهناك مَن قال إن السعادة بالنسبة له تعني عالما يتحد فيه الجميع ويكونون في عائلة واحدة، عائلة الله، بينما أجاب آخر أن السعادة هي السلام. وواصل البابا فرنسيس توجيه الأسئلة فقال هذه المرة: كيف يتم بلوغ هذه السعادة؟ وجاءت الإجابة بالسلام. ثم سأل قداسة البابا: وأين تُشترى السعادة؟ فأجاب أحد الأطفال إنها لا تُشترى بل هي تأتي منا نحن، وتتابعت إجابات الصغار إنه يمكن بلوغ السعادة حين يكون الجميع بخير، بالسلام، بالكلمات اللطيفة، بأن نكون معا، بالعلاقة مع الله.
ومن هذه الإجابة الأخيرة انطلق البابا فرنسيس ليسأل كيف يمكننا أن نكون في علاقة مع الله. وهنا أيضا تعددت إجابات الأطفال، فهناك مَن قال بالصلاة كل يوم، ومَن ذكر ان هذا يحدث من خلال المحبة. ثم انتقل الأب الأقدس إلى الحديث عن التشاجر وذلك ليتحدث عن الحرب، وسأل: هل يمكن أن تكون هناك سعادة مع الحرب؟ فأجاب الصغار معا: لا. وتابع الأب الأقدس مشددا بالتالي على أن السعادة هي في السلام. ثم سأل قداسته إن كان الأطفال من الأطراف المتحاربة أعداء، فأجاب أحد الأطفال بالنفي مبررا هذا بأن الحرب ليست ذنبهم، وبرر آخر عدم كونهم أعداء بأنهم ينتمون جميعا إلى عائلة واحدة.
وتَواصل هذا الحوار بين البابا فرنسيس والأطفال إلى أن طلب أحد الصغار من الأب الأقدس أن يصلي من أجل جدته، وهو ما فعل البابا محيِّيا الأجداد والجدات جميعا. ثم عاد الحوار إلى العداوات حيث سأل أحد الصغار كيف يمكن أن يصبح الأشخاص أصدقاء، وأجاب قداسة البابا أنه يجب في المقام الأول أن نفكر بشكل جيد في الآخرين.
قرر الأب الأقدس بعد ذلك ألا "يزعج" الأطفال بأسئلته حسبما ذكر، وتابعت طاولة الأطفال أعمالها بحضور قداسته. ومن بين اللحظات الهامة في هذا اللقاء قراءة إعلان الأخوّة الذي يحمل توقيع "أطفال العالم كله"، والذي تم صياغته من إسهامات مكتوبة من قِبل الأطفال وعَكَس هذا الإعلان رغبة الأطفال الكبيرة في أن يعيشوا في العالم كأخوة في وحدة رغم الاختلافات. ومن بين ما جاء في هذه الوثيقة إن جذورنا تُذكِّرنا بأنه رغم اختلافات الأصول فإننا نتقاسم الحياة ذاتها، الحلم ذاته بعالم المحبة فيه هي الثمرة الوحيدة الذي يمكنها أن تمنح السعادة بالفعل. ويدعو الأطفال في وثيقتهم هذه الكبار إلى أن يزرعوا بذور رجاء ويُزهروا أعمال عطف وذلك لأن الأطفال لا يمكنهم أن يفعلوا هذا بمفردهم. ويطلب الصغار من البالغين أن يساعدوهم على تحقيق أحلامهم بعالم أفضل تتوفر فيه إمكانية مستقبل بدون أن يحطم المستقبل أحلامهم تدريجيا حسبما جاء في الإعلان الذي دعا البالغين إلى أن يرافقوا الأطفال في السير على درب السلام والتفاهم، الأخوّة والنمو، الاستقبال والرجاء.
هذا وتجدر الإشارة إلى توقيع البابا فرنسيس في ختام اللقاء مع الأطفال على إعلان الأخوّة هذا. ثم أجاب قداسته على سؤال حول ما دفعه إلى الإعلان عن يوم للأطفال. وقال الأب الأقدس إننا نعتقد أن مستقبل البشرية هو في الأشخاص البالغين الذين يمكنهم أن يفعلوا هذا أو ذاك من الأشياء، ولكن ليست الأمور بهذا الشكل، فمستقبل البشرية هو في القطبيين، الأطفال والمسنين، في لقاء الأطفال مع المسنين. وتابع واصفا هذا بالجميل ومشددا على ضرورة أن نعتني بالمسنين، بالأجداد، وبالأطفال. فكبار السن يمنحون الحكمة التي تساعد الأطفال على النمو والتطور، قال البابا ثم تحدث عن سبب آخر. واستعار هنا كلمات نص روحي ذكر كاتبه إنه يريد أن يكون بين يدَي الله كما طفل بين يدَي أمه، ينام في أمان في أحضانها. وتابع الأب الأقدس أن هذا ما يجب أن نكون عليه نحن، أن نشعر بأمان بين يدَي الله، كطفل تحتضنه أمه.