البابا يستقبل الفنانين الكوميديين ويؤكد أن الضحك يساعد على كسر الحواجز الاجتماعية ويساهم في بناء ثقافة مشتركة
استهل البابا حديثه معرباً عن تقدريه للفنانين الكوميديين، لافتا إلى أنهم يتمتعون بالحكمة وبشعبية كبيرة وسط باقي الفنانين العاملين في مجال السينما والتلفزيون والمسرح والموسيقى، وذلك لأنهم تمكنوا من تنمية هبة إضحاك الجمهور. وأكد فرنسيس أنه وسط الأنباء المظلمة المحيطة بنا يسعى ضيوفه إلى نشر هدوء البال والبسمة، وهم من بين قلة من الأشخاص القادرين على التواصل مع أناس من أجيال وثقافات مختلفة. وتوقف البابا عند أهمية الضحك جماعياً، معتبرا أن الفرح يقود إلى المقاسمة وهو الترياق الأفضل للأنانية والفردانية. تابع البابا كلمته مشيرا إلى أن موهبة الفنانين الكوميديين هي عطية ثمينة، لأنها تنشر البسمة والسلام بين الأشخاص، وتساعدهم على تخطي الصعوبات وضغوط الحياة اليومية، وعلى إيجاد الراحة في السخرية وعلى عيش الحياة بروح الفكاهة. ولفت فرنسيس إلى أنه يردد يومياً صلاة القديس توماس مور، الذي كان يقول: "يا رب أعطني روح الفكاهة"، وسأل الحاضرين إذا ما كانوا يعرفون هذه الصلاة مشجعاً إياهم على تلاوتها. مضى الحبر الأعظم إلى القول إن ضيوفه قادرون على صنع معجزة من نوع آخر، إذ إنهم يجعلون الناس يبتسمون من خلال التطرق إلى المشاكل. إنهم ينتقدون الإفراط في السلطة، ويعطون صوتاً للأوضاع المنسية، يسلطون الضوء على الانتهاكات وعلى التصرفات المشينة لكن دون نشر الرعب والقلق والخوف كما تفعل الكثير من وسائل الإعلام. وأضاف أن الفنانين الكوميديين يمارسون مهنتهم من خلال الحديث عن الواقع بحسب وجهة نظرهم الفريدة، وبهذه الطريقة يتناولون المشاكل الكبيرة والصغيرة. لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى قدرة الفنانين الكوميديين على التفكير والكلام بطرق وأنماط مختلفة، كما أن لغة الفكاهة تساعد على إدراك مشاعر وأحاسيس الطبيعة البشرية، وهي لا تؤذي ولا تسيء. وفي وقت يولد فيه التواصل اليوم مواجهات وصراعات، يعرف الفانون الكوميديون كيف يجمعون بين وقائع مختلفة، أو متضاربة أحياناً، وبالتالي لا بد من التعلم منهم. ولفت فرنسيس إلى أن الفكاهة ليست موجهة ضد أحد نظراً لطبيعتها الاشتمالية، ولكونها تولد انفتاحاً وتعاطفا. وشجع البابا ضيوفه على الصلاة إلى الرب كي يمنحهم حسّ الفكاهة. هذا ثم توقف الحبر الأعظم عند سفر التكوين الذي يخبرنا أن الله وعد إبراهيم بنسل له، بيد أن زوجته سارة ضحكت في نفسها عندما سمعت أنها ستُنجب طفلاً بعد سنة. وهذا ما حصل فسمّت ابنها إسحاق، أي "إنه يضحك". وأكد البابا في هذا السياق أن الضحك مع الله ليس تجديفاً، إنه يأتي من باب المزاح، تماماً كما نلعب مع الأشخاص الذين نحبهم، مضيفا أنه يمكن أن نفعل ذلك دون الإساءة إلى مشاعر المؤمنين الدينية، لاسيما الفقراء. في ختام كلمته إلى الفنانين الكوميديين، سأل البابا فرنسيس الله أن يبارك ضيوفه وفنّهم طالبا منهم الاستمرار في التخفيف من هموم الناس، لاسيما من يجدون صعوبة في الحفاظ على الأمل، ومساعدة الجميع على الحلم بعالم أفضل. |