بحث

Pope Francis leads the Angelus prayer at the Vatican

البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي ويتحدث عن المحبة التي تتقاسم كل شيء وتملأ الحياة

قبل تلاوته صلاة التبشير الملائكي اليوم الأحد تحدث قداسة البابا فرنسيس إلى المؤمنين والحجاج، وانطلاقا من إنجيل اليوم، عن المحبة والتقاسم وضرورة جعل الأشياء المادية أدوات محبة.

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد ٤ آب أغسطس صلاة التبشير الملائكي، وتحدث قبل تلاوتها إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس عن إنجيل اليوم حسب القديس يوحنا والذي يحدثنا عن تكلم يسوع عقب معجزة تكثير الخبز والسمك إلى الجمع داعيا إياهم إلى التأمل فيما حدث وفهم معناه، قال الأب الأقدس.

وتابع قداسة البابا ان الجمع كان قد أكل ذلك الطعام المتقاسَم ورأى كيف أن الجميع قد أكلوا وشبعوا ورغم قلة ما يتوفر بفضل سخاء وشجاعة صبي جعل ما لديه في متناول الآخرين. وتحدث البابا فرنسيس بالتالي عن آية واضحة، إن وهب كل واحد الآخرين ما لديه يمكن بمعونة الله وحتى بالقليل أن يكون هناك شيء للجميع.

إلا أن الجمع لم يفهم هذا، تابع الأب الأقدس، واعتبر يسوع ما يشبه الساحر، فعادوا باحثين عنه راجين أن يكرر ما فعل. وواصل البابا فرنسيس أن هؤلاء الأشخاص كانوا قد عاشوا خبرة هامة بالنسبة لمسيرتهم إلا أنهم لم يلمسوا أهميتها، فقد ركزوا اهتمامهم على الخبز والسمك، أي على الغذاء المادي والذي نفذ على الفور. إنهم لم ينتبهوا، قال الأب الأقدس، إلى أن هذا كان مجرد أداة كشف من خلالها الآب، بسده جوعهم، عن شيء أكثر أهمية بكثير، طريق الحياة الذي يبقى إلى الأبد ومذاق الخبز الذي يُشبع بما يفوق أي مقياس. لقد كان الخبز الحقيقي، وهو، يسوع، ابنه الحبيب الذي صار بشرا وجاء ليتقاسم فقرنا كي يقودنا من خلاله إلى فرح الشركة الكاملة مع الله ومع الأخوة.

إن الأشياء المادية لا تملأ الحياة، قال البابا فرنسيس، بل المحبة وحدها يمكنها أن تفعل ذلك. ولكي يحدث هذا فإن الطريق الذي يجب السير عليه هو طريق المحبة التي لا تحتفظ لنفسها بشيء بل تتقاسم كل شيء. وذكَّر الأب الأقدس هنا بأن هذا ما يحدث في عائلاتنا أيضا ودعا إلى التفكير في الوالدين الذين يجتهدون طوال الحياة من أجل أن يكبر أبناؤهم بشكل جيد وكي يتركوا لهم شيئا للمستقبل. وتابع البابا مسلطا الضوء على جمال فهم هذه الرسالة، حيث يشعر الأبناء بالامتنان ويصبحون بدورهم متضامنين فيما بينهم كأخوة. من المحزن في المقابل، واصل الأب الأقدس، أن يتشاجر الأبناء حول الإرث وقد لا يتحادثون لسنوات. إن رسالة الأب والأم وإرثهما الأثمن لا يكمنان في المال، بل في المحبة التي يهبان بها الأبناء كل ما لديهما، تماما كما يفعل الله معنا، فيُعَلماننا هكذا أن نحب.

وفي ختام حديثه إلى المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي دعا قداسة البابا فرنسيس إلى أن يسأل كل واحد نفسه: ما هي علاقتي بالأشياء المادية؟ هل أنا عبد لها أم أني استخدمها بحرية كأدوات من أجل أن أعطي المحبة وأنالها؟ هل أن قادر على أن أقول "شكرا" لله وللأخوة لما نلت من هبات وعلى أن أتقاسمها بفرح؟ ثم تضرع الأب الأقدس إلى مريم، التي وهبت يسوع حياتها بالكامل، كي تُعَلمنا أن نجعل من كل شيء أداة محبة.     

04 أغسطس 2024, 12:36

التبشير الملائكي هو صلاة تتلى لتذكّر سرِّ التجسّد ثلاث مرات في اليوم: عند الساعة السادسة صباحًا، عند منتصف النهار وعند الغروب عند الساعة السادسة مساء. الأوقات التي تقرع فيها أجراس التبشير الملائكي. تأخذ الصلاة اسمها من الجملة الأولى منها – ملاك الرب بشّر مريم العذراء – وتقوم على قراءة مختصرة لثلاثة نصوص بسيطة تتمحور حول تجسُّد يسوع المسيح وتلاوة صلاة السلام عليك ثلاث مرات. هذه الصلاة يتلوها البابا في ساحة القديس بطرس ظهر أيام الأحد والأعياد. قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يلقي الحبر الأعظم كلمة قصيرة يستهلّها انطلاقًا من قراءات اليوم. ثم تليها تحيّة الحجاج. من عيد الفصح وإلى عيد العنصرة، تتلى صلاة إفرحي يا ملكة السماء بدلاً من صلاة التبشير الملائكي وهي صلاة نتذكّر من خلالها قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وفي ختامها تتلى صلاة المجد للآب لثلاث مرات.

آخر التبشير الملائكي/افرحي يا ملكة السماء

اقرأ الكل >