البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي ويتوقف عند كلام الحياة الأبدية الموجود عند الرب وحده
قال البابا إن إنجيل اليوم يخبرنا عن إجابة القديس بطرس الشهيرة عندما قال ليسوع "إلى من نذهب يا رب، وكلام الحياة الأبدية عندكَ؟"، ولفت فرنسيس إلى أن هذا التعبير جميل جداً يشهد للصداقة والثقة اللتين تربطانه بالمسيح، بالإضافة إلى باقي الرسل. إلى من نذهب يا رب، وكلام الحياة الأبدية عندكَ؟ وأضاف البابا أن بطرس تفوه بهذه العبارات في مرحلة حرجة. فقد انتهى يسوع للتو من خطاب قال فيه إنه "الخبز النازل من السماء". إنها لغة من الصعب أن يفهمها الناس، وكثير منهم تركوه، بما في ذلك بعض التلاميذ. لأنه لم يفهموا. مضى الحبر الأعظم إلى القول إن الاثني عشر لم يتخلوا عنه، مكثوا معه، لأنهم وجدوا فيه هو "كلام الحياة الأبدية". لقد سمعوه يبشر، وشاهدوا المعجزات التي صنعها، وظلوا يتقاسمون معه حياته العامة والخاصة بشكل يومي. لم يدرك التلاميذ دائماً ما كان يقوله ويفعله المعلم، وأحياناً كانوا يجدون صعوبة في قبول مفارقات محبته، والمتطلبات الجذرية لرحمته، وراديكالية الطريقة التي من خلالها وهب نفسه للجميع. ليس من السهل أن يفهموا هذا. ولفت البابا في هذا السياق إلى أن خيارات يسوع غالباً ما تتخطى الذهنية الشائعة، ومعايير الدين التقليدي والممأسس، وصولا إلى خلق أوضاعٍ استفزازية وحرجة أحياناً، ومما لا شك فيه أن اتّباعه ليس سهلاً. ومع ذلك، تابع البابا يقول، وجد بطرس والرسل الآخرون، وسط العديد من معلمي ذلك الزمن، وجدوا في الرب وحده تلبية لعطش الحياة والفرح والمحبة. وبفضله هو وحده اختبروا ملء الحياة الذي يبحثون عنه، متخطين حدود الخطية والموت. لذا لم يتركوه، بل على العكس، مكثوا جميعهم إلى جانبه حتى النهاية، باستثناء رجل واحد، وذلك على الرغم من مطبات كثيرة من الإخفاقات والندم. بعدها أكد البابا فرنسيس أن هذا الأمر يتعلق بنا نحن أيضا، إذ ليس من السهل بالنسبة لنا أن نتبع الرب وأن نفهم طريقة تصرفه، وأن نتبنى معاييره ونقتدي به. ليس سهلا. لكن كل ما كنا قريبين منه، كلما عشنا إنجيله ونلنا نعمته بواسطة الأسرار، ومكثنا إلى جانبه من خلال الصلاة، واقتدينا بتواضعه ومحبته، نختبر جمال أن يكون صديقنا، وندرك أنه لديه هو وحده كلام الحياة الأبدية. في ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي دعا البابا المؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية ومن تابعوه عبر وسائل التواصل لأن يسألوا أنفسهم ما إذا كان يسوع حاضراً في حياتهم، وما إذا كانوا يتركون كلماته تلمسهم وتحفّزهم، وما إذا كانت بالنسبة لهم أيضا كلمات حياة أبدية. هذا ثم سأل الحبر الأعظم العذراء مريم القديسة، التي قبلت يسوع، كلمة الله المتجسد، أن تساعدنا على الإصغاء إليه نحن أيضا وعلى عدم التخلي عنه أبدا. |