بحث

البابا يتلو التبشير الملائكي ويشدد على ضرورة ممارسة التطويبات الإنجيلية في البيئات التي نعيش فيها البابا يتلو التبشير الملائكي ويشدد على ضرورة ممارسة التطويبات الإنجيلية في البيئات التي نعيش فيها  (ANSA)

البابا يتلو التبشير الملائكي ويشدد على ضرورة ممارسة التطويبات الإنجيلية في البيئات التي نعيش فيها

لمناسبة الاحتفال بعيد جميع القديسين أطل البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة التبشير الملائكي وشجع المؤمنين على أن يطلبوا هبة القداسة من الله، وعلى الالتزام في ممارسة التطويبات الإنجيلية في البيئات التي يعيشون فيها.

استهل البابا كلمته لافتا إلى أن إنجيل اليوم يحدثنا عن التطويبات التي هي هوية المسيحي وحياة القداسة، كما أن الرب يدلنا على المسيرة، مسيرة المحبة، التي اجتازها هو أولاً إذ صار إنساناً، وكان هبة الله لنا.  ولفت فرنسيس إلى أن يسوع هو هبة الله، لأنه – كما يقول القديس بولس الرسول – هو من يُقدِّس، لذا لا بد أن نطلب من الرب أن يجعلنا قديسين، وأن يجعل قلبنا شبيهاً بقلبه. ومن خلال نعمته يشفينا ويحررنا من كل ما من شأنه أن يمنعنا من أن نحب، كما أحبنا هو. وبهذه الطريقة نترك فسحة أكبر لله في داخلنا، كما كان يقول الطوباوي كارلو أكوتيس.

بعدها انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن طريقة تجاوبنا مع هبة الله هذه، وقال إن الآب السماوي يقدّم لنا قداسته لكنه لا يفرضها علينا، إنه يزرعها بداخلنا ويجعلنا نشعر بطعمها ونرى جمالها، لكنه ينتظر ويحترم كلمة "نعم" التي نقولها. وأكد فرنسيس في هذا السياق أن الله يترك لنا حرية أن نتّبع إلهاماته الطيبة، وأن ننخرط في مشاريعه وأن نتبنى مشاعره، واضعين أنفسنا – كما علمنا هو – في خدمة الآخرين بواسطة محبة كونية منفتحة وموجهة نحو الجميع ونحو العالم كله.

هذا ثم لفت الحبر الأعظم إلى أن كل هذه الصفات والمزايا نراها في حياة القديسين، وفي زماننا الراهن أيضا. وقال: لنفكّر على سبيل المثال بالقديس ماكسيميليان كولبي، الذي طلب في معتقل أوشفيتز النازي أن يأخذ مكان أبٍ حُكم عليه بالإعدام، لنفكر بالقديسة تيريزا دي كالكوتا التي كرست حياتها لخدمة أفقر الفقراء، أو بالأسقف القديس أوسكار روميرو، الذي قُتل على المذبح لأنه دافع عن حقوق المهمشين إزاء طغيان المتكبرين. وأضاف فرنسيس أنه في هؤلاء، كما في الكثير من القديسين الآخرين الذين نكرمهم من على المذابح ومن يعيشون في مجتمعاتنا، نرى أخوة وأخواتٍ صقلت التطويبات حياتهم: إنهم أشخاص فقراء، متواضعون، رحماء، جياع وعطاش إلى البر، وصانعو سلام. إنهم أشخاص امتلأوا من الله، وهم عاجزون عن الوقوف غير مبالين أمام احتياجات القريب، إنهم شهود لمسارات نيّرة وممكنة بالنسبة لنا أيضا.

في ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في عيد جميع القديسين، سأل البابا المؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية ومن استمعوا إليه عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ما إذا كانوا يطلبون من الله – بواسطة الصلاة – هبة حياة مقدسة، وما إذا كانوا يتركون الإلهامات الطيبة التي يوقظها الروح القدس بداخلهم تقود خطاهم، وإذا ما كانوا يلتزمون شخصياً في ممارسة التطويبات الإنجيلية في البيئات التي يعيشون فيها. هذا ثم سأل العذراء مريم، ملكة جميع القديسين، أن تساعدنا على جعل حياتنا مسيرة من القداسة.

01 نوفمبر 2024, 13:30