بحث

رسالة البابا إلى السفير البابوي في الفدرالية الروسية لمناسبة مرور ألف يوم على بداية الحرب في أوكرانيا رسالة البابا إلى السفير البابوي في الفدرالية الروسية لمناسبة مرور ألف يوم على بداية الحرب في أوكرانيا 

رسالة البابا إلى السفير البابوي في الفدرالية الروسية لمناسبة مرور ألف يوم على بداية الحرب في أوكرانيا

بعث البابا فرنسيس برسالة إلى السفير البابوي في الفدرالية الروسية المطران جوفاني دانييلو لمناسبة مرور ألف يوم على اندلاع الحرب في أوكرانيا وتوقف فيها عند ضرورة العمل على وقف النزاع الدائر حاثاً جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة على الصلاة إلى الله مبتهلين منه عطية السلام.

كتب الحبر الأعظم في الرسالة أنه مع اقتراب الاحتفال بالميلاد، اليوم الذي جاء فيه ابن الله "رئيس السلام" إلى هذه الأرض، يود أن يؤكد للمطران دانييلو، بصفته ممثلا له في الفدرالية الروسية، أنه يصلي إلى الله، ويجدد نداءاته كي يسود السلام بين الشعوب ويولد من جديد في قلوب جميع البشر الذين يحبهم الرب.

مضى البابا إلى القول إنه يتابع، منذ أكثر من ألف يوم، وبقلق كبير الأنباء بشأن المعاناة وليدة الصراع الدائر في المنطقة، مضيفا أن هذه الحرب المؤلمة والتي لا تعرف وقفة تحاكي ضمائرنا بشكل ملح، وتدعونا إلى التفكير معاً في سبل التخفيف من آلام الضحايا وإعادة بناء السلام. وقال إن ثمة مسؤولية مشتركة توحدنا جميعاً في إطار روح من الأخوة الإنسانية الحقيقية.

وذكّر فرنسيس بعدها بما كتبه الأديب الروسي الشهير دوستويفسكي عندما أكد أن المعاناة التي نُسببها للأبرياء تشكل تنديداً قوياً ضد كل شكل من أشكال العنف. ومن هذا المنطلق شاء البابا أن يضم صوته إلى صوت عشرات آلاف الأمهات والآباء والأبناء الذين يبكون على أحبائهم ممن قضوا في الحرب، بالإضافة إلى القلقين على مصير الأشخاص المفقودين والأسرى والجرحى، عسكريين كانوا أم مدنيين.

وأشار الحبر الأعظم إلى أن صرخة هؤلاء ترتفع إلى الله، مطالباً بأن يحل السلام مكان الحرب، والحوار مكان دوي الأسلحة، والتضامن مكان المصالح الأحادية، لأنه لا يمكن لأي إنسان أن يقتل الآخر باسم الله. وعبر البابا عن ألمه حيال الأشخاص الذين ماتوا، والدمار والآلام، بالإضافة إلى الجرح العميق الذي أصاب البشرية كلها بسبب هذه الحرب. وتمنى أن تتمكن الجهود الإنسانية التي تصب في صالح الأشخاص الأكثر هشاشة من فتح الطريق أمام جهود دبلوماسية متجددة، التي هي ضرورية من أجل وقف القتال والتوصل إلى السلام الذي طال انتظاره.

في ختام رسالته إلى السفير البابوي في الفدرالية الروسية شاء فرنسيس أن يقتبس من أقوال القديس الحكيم سيرافيم من ساروف، العزيز جداً على قلب الشعب الروسي، الذي قال مرة "اكسب روح السلام وآلاف الأشخاص من حولك يخلصون". ووجه البابا فرنسيس، من خلال المطران جوفاني دانييلو، دعوة إلى جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة ليتحدوا في الصلاة إلى الله، مبتهلين منه عطية السلام، وليلتزموا في بلوغ هذا الهدف النبيل الذي يعود بالفائدة على البشرية كلها.          

14 ديسمبر 2024, 15:05