"الاستثمار في السلام، لا الحرب": قداسة البابا فرنسيس يناقش حل النزاعات مع لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية
استضاف قداسة البابا فرنسيس لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام ٢٠٢٥ في الفاتيكان يوم السبت المصادف ١٤ كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٤ لمناقشة استراتيجيات تعزيز السلام بعد عام شهد العديد من الحروب حول العالم. وصرّح البابا فرنسيس لأعضاء لجنة التحكيم قائلاً: "يتحدث العالم عن السلام لكنه يستثمر في الحروب"، معربًا عن أسفه لطغيان أرباح تجارة الأسلحة في كثير من الأحيان على حاجة الشعوب إلى السلام. وأردف قداسة البابا قائلاً: "هناك ملايين الأطفال الجائعين في العالم، يبحثون في القمامة عن الطعام. ولا يمكننا أن نتجاهل وحشية الحروب وقسوتها". كما وأعرب البابا فرنسيس، الحائز على جائزة زايد للأخوة الإنسانية فخريًا، والذي يجتمع سنوياً مع لجنة التحكيم المستقلة للجائزة، عن تقديره العميق لجهود لجائزة زايد للأخوة الإنسانية، وثقته الراسخة بأنها ستواصل المساهمة في حل القضايا العالمية الملحّة، وخاصة الحروب والصراعات.
وتضم لجنة التحكيم لعام ٢٠٢٥، التي يشرف عليها سعادة المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوة الإنسانية، قادة بارزين من أنحاء العالم يمثلون قطاعات متنوعة وينتمون لست دول، فخامة الرئيس ماكي سال، الرئيس السنغالي السابق؛ ومعالي رئيس حكومة إسبانيا السابق خوسيه لويس رودريغيز ثباتيرو؛ والدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية؛ ونيافة الكاردينال بيتر كودو أبياه توركسون، مستشار الأكاديمية البابوية للعلوم والأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية؛ ومعالي باتريشيا سكوتلاند، الأمين العام لمنظمة دول الكومنولث، وتعكس خبراتهم المتنوعة التزام الجائزة بتعزيز التفاهم العالمي ضمن العديد من المجالات التي تشمل الدبلوماسية والاقتصاد والعلوم وصنع السلام والقانون.
وتعليقًا على أهمية الاجتماع مع قداسة البابا فرنسيس، قال سعادة المستشار محمد عبد السلام: "قداسة البابا فرنسيس هو رائد حقيقي من رواد السلام والأخوة الإنسانية، ودعمه المستمر لجائزة زايد للأخوة الإنسانية، منذ تأسيسها، جنبًا إلى جنب مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يؤكد على تميز هذه الجائزة التي تجمع الناس من مختلف الخلفيات وتعزز التفاهم وسط الفوضى والصراعات التي يشهدها عالمنا".
وقال نيافة الكاردينال بيتر كودو أبياه توركسون: "يدعونا البابا فرنسيس لنكون رسل رجاء، وجائزة زايد للأخوة الإنسانية تُظهر أن كل شخص يمكن أن يكون رائدًا للرجاء والسلام. إنها شعلة أمل توضح لنا أن السلام يلوح في الأفق، وأن البشرية لن تُقهر بظلال الحرب والظلم".
وعقَّب معالي خوسيه لويس رودريغيز ثباتيرو قائلاً: "لم يشهد العالم هذا الكم من الحروب والصراعات منذ الحرب العالمية الثانية. هذا الواقع لا يغيب عن وعينا كلجنة تسعى بعمق لتحقيق السلام. نحن بحاجة إلى استراتيجية جديدة لعالمنا، ومن خلال هذه الدورة من الجائزة، نهدف إلى تكريم الرجال والنساء الشجعان الذين يسعون لتحقيق السلام بأي ثمن". ومن جانبها قالت الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا: "من الواضح أن قداسة البابا فرنسيس منشغل تمامًا بحال عالمنا، ودعمه لجائزة زايد للأخوة الإنسانية نابع من إيمانه بأن الجائزة تذكر البشرية بأن الأمل موجود، وأن هناك أشخاصٌ صالحون يقودون العمل ويصنعون التغيير".
وأضافت معالي باتريشيا سكوتلاند قائلةً: "كان الاجتماع مع قداسة البابا فرنسيس مصدر إلهام كبير لنا جميعًا. ناقشنا كيف أن الصراع لا يجب أن يكون طريق البشرية نحو المستقبل، وأن السلام ليس مجرد أمنية بل يمكن أن يصبح حقيقة. ورغم أننا نعيش وقتًا مظلمًا في عالمنا، فإن جائزة زايد للأخوة الإنسانية تسلط الضوء على أولئك الذين يعززون الروح الإنسانية". فيما صرح فخامة الرئيس ماكي سال قائلاً: "بينما تقترب اللجنة من اختيار المكرم أو المكرمين بالجائزة لعام ٢٠٢٥، نركز جهودنا على تكريم أولئك الذين يجسدون بالفعل مبادئ الأخوة الإنسانية كما تنص عليها وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقع عليها البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وأنا فخور بأن أكون في هذه المبادرة العظيمة".
هذا وتواصل اللجنة مراجعة الترشيحات للنسخة السادسة من الجائزة. وسيتم تكريم الفائزين بجائزة مالية قدرها مليون دولار أمريكي في حفل مهيب يقام في أبو ظبي في فبراير ٢٠٢٥، بالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي أقرّته الأمم المتحدة.
والجدير بالذكر أنَ جائزة زايد للأخوة الإنسانية هي جائزة إنسانية دولية تكرم الأفراد والمنظمات من مختلف الخلفيات وفي شتى أنحاء العالم ممن يعملون بتفانٍ ويبذلون جهودًا مستمرة لتعزيز قيم التضامن والنزاهة والعدالة والتفاؤل، وتحقيق تقدم ملموسٍ نحو التعايش السلمي. أُطلقت جائزة زايد للأخوة الإنسانيّة عام ٢٠١٩، بمناسبة اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، في أبو ظبي، وقد كرمت الجائزة السنوية حتى الآن فائزين من ١١ دولة، ودعمت جهودهم الإنسانية المتنوعة ضمن في العديد من المجالات التي تشمل الرعاية الصحية والتعليم وتنمية المجتمع وإعادة توطين اللاجئين وتمكين المرأة والشباب.
هذا وقد أُطلقت جائزة زايد للأخوة الإنسانيّة في الرابع من فبراير ٢٠١٩ عقب اللقاء التاريخي في أبو ظبي بين فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية. وسُميت الجائزة باسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة (طيب الله ثراه)، الذي عُرف بإنسانيته وحبه للعمل الخيري، وتفانيه في مدِّ يد العون للشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات.