بحث

البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين: الأبناء هم عطية من الله البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين: الأبناء هم عطية من الله  (VATICAN MEDIA Divisione Foto)

البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين: الأبناء هم عطية من الله

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وقال: لنسأل الرب أن يفتح عقلنا وقلبنا على العناية والحنان وأن يتمكن كل طفل من النمو في القامة والحكمة والنعمة. ودعا الأب الأقدس في ختام مقابلته العامة مع المؤمنين إلى الصلاة من أجل السلام مذكّرا بأن الحرب هي هزيمة على الدوام.

استهل قداسة البابا فرنسيس مقابلته العامة مع المؤمنين قائلا إنه يود تخصيص تعليم اليوم والتعليم القادم للأطفال، لافتًا إلى تسليط الضوء على آفة عمالة الأطفال. وأضاف الأب الأقدس أننا نعرف اليوم توجيه النظر إلى المريخ أو إلى عوالم افتراضية، ولكن نجد صعوبة في النظر في عيني طفل مهمش ويتعرض للاستغلال وسوء المعاملة، مسلطا الضوء على آفة الطفولة الُمهانة والمستغلَّة والمجروحة حتى الموت.

وأضاف الأب الأقدس يقول قبل كل شيء لنسأل أنفسنا: ما هي الرسالة التي يقدّمها لنا الكتاب المقدس حول الأطفال؟ وأشار إلى أن كلمة "ابن" ترد في العهد القديم زهاء خمسة آلاف مرة، وتوقف عند ما جاء في سفر المزامير (١٢٧، ٣) " ها إنَّ البنينَ ميراثٌ من الرب وثمرةَ البطنِ ثوابٌ منه". وقال البابا فرنسيس إن الأبناء هم عطية من الله. وللأسف، فإن هذه العطية لا تُعامل دائما باحترام. إن الكتاب المقدس يقودنا عبر دروب التاريخ حيث تدوّي أناشيد الفرح، وترتفع أيضا صرخات الضحايا.

وتابع البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي مشيرا إلى أن على الطفل يسوع أيضا انهالت عاصفة عنف هيرودس الذي قام بقتل أطفال بيت لحم. مأساة تتكرر في أشكال أخرى عبر التاريخ. وفي حياته العلنية، تابع البابا فرنسيس يقول، أخذ يسوع يكرز في القرى مع تلاميذه، وفي يوم من الأيام، اقتربت منه بعض الأمهات وقدّمن له أطفالهن كي يباركهم؛ غير أن التلاميذ قاموا بتوبيخهن. فدعا يسوع التلاميذ وقال "دَعوا الأَطفالَ يأتونَ إِليَّ، لا تَمنَعوهم، فلِأَمثالِ هؤلاءِ مَلَكوتُ الله. الحَقَّ أَقولُ لكم: مَن لم يَقبَلْ مَلَكوتَ اللهِ مِثْلَ الطِّفْلِ لا يَدْخُلْه" (لوقا ١٨، ١٦ – ١٧). وأضاف البابا فرنسيس أنه في مقطع مشابه دعا يسوع طفلاً ووضعه في وسط التلاميذ وقال " إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات" (متى ١٨، ٣).

وأشار البابا فرنسيس في تعليمه الأسبوعي إلى أنه اليوم أيضا، كثيرون هم الأطفال المجبرون على العمل. إن طفلا لا يبتسم ولا يحلم لن يستطيع أن يعرف أو ينمي مواهبه. في كل اتحاء العالم هناك أطفال يستغلهم اقتصاد لا يحترم الحياة؛ إن اقتصادا يقوم بذلك، يحرق أكبر مخزون لنا من الرجاء والمحبة.

وأضاف البابا فرنسيس يقول مَن يعتبر نفسه ابنًا لله، وخصوصا مَن هو مرسل كي يحمل للآخرين بشرى الإنجيل السارة، لا يمكنه أن يكون غير مبال، ولا يمكنه أن يقبل بأن تُسلب من الأخوات والإخوة الصغار طفولتهم وأحلامهم، ويكونوا ضحايا الاستغلال والتهميش.

وفي ختام تعليمه الأسبوعي صباح اليوم الأربعاء، قال البابا فرنسيس: لنسأل الرب أن يفتح عقلنا وقلبنا على العناية والحنان، وأن يتمكن كل طفل من النمو في القامة والحكمة والنعمة (راجع لوقا ٢، ٥٢)، ويتلقى المحبة ويعطيها.

هذا ودعا قداسة البابا فرنسيس في ختام مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان إلى الصلاة من أجل السلام وذكّر بأن الحرب هي هزيمة على الدوام.

08 يناير 2025, 12:45