البابا فرنسيس يشدد على أهمية العبادة والخدمة والسير
استقبل البابا فرنسيس اليوم الجمعة ٣ كانون الثاني يناير أعضاء أخوية القديسَين يوحنا المعمدان ويوحنا الإنجيلي التابعة لجمعية فرسان مالطا من مدينة كاتانزارو في جنوب إيطاليا. وفي بداية كلمته أكد الأب الأقدس سعادته للقاء ضيوفه في بداية العام الجديد الذي سنحتفل خلاله، حسبما ذكَّر قداسته، باليوبيل كزمن مصالحة ورجاء. وتابع البابا مذكرا أيضا باحتفالنا للتوَ بعيد القديسة مريم والدة الله شفيعة هذه الأخوية والتي تَذكر العذراء باعتبارها مَن يرشد إلى الطريق، أي يسوع الذي هو الطريق والحق والحياة. وواصل قداسته أن مريم تحمل بين ذراعيها المخلِّص الذي وُلد من أجلنا، ووصف البابا هذا بحدث المحبة الذي تشهدون لهع، قال قداسته للحضور، من خلال عبادة الإفخارستيا وخدمة القريب والسير في تاريخ مدينتكم.
وهكذا أراد البابا فرنسيس التأمل مع أعضاء الأخوية في هذه الأفعال الثلاثة، العبادة والخدمة والسير. وتحدث أولا عن العبادة فتوقف عند تركيز الأخوية بشكل خاص على سر القربان الأقدس. وتابع قائلا لضيوفه إنه يريد، وخاصة خلال هذه السنة المقدسة، دعوتهم إلى تعزيز الصلاة بالتزام كبير، وتحدث هنا عن الصلاة الفردية والجماعية على حد سواء. وأضاف البابا: لتكن هذه هي القوة التي تجدد بشكل متواصل التشارك في الأخوية، فحرارة الصلاة تحرس الأخوية التي يغذيها الرب يسوع بحياته ويدعمنا بروحه، وهذا هو ينبوع كل العطايا والمواهب وثمار الخير التي تجعل الكنيسة خصبة وفَرِحة.
وفي حديثه عن الفعل الثاني أي الخدمة قال البابا لأعضاء الأخوية إنهم حين يهتمون بالفقراء وفي كل مرة يزورون فيها المريض وبينما هم في رفقة مَن يعاني، فإنهم يخدمون الرب. وتابع مشيرا إلى ما وصفه بالرباط الوثيق جدا بين العبادة والخدمة، رباط لا يجوز لنا أبدا أن ننساه. وواصل الأب الأقدس أن المسيح قد أتى إلى العالم ليَخدم، وقال البابا بالتالي للحضور إنهم يمدون محبة المسيح حين يكونون قريبين من الصغار والمعوزين بشفقة وحنان. وشدد الأب الاقدس في هذا السياق على ضرورة عدم نسيان هذه الأفعال الثلاثة التي تشير إلى ما يفعل الرب معنا، أي القرب والشفقة والحنان. وأكد قداسة البابا للحضور أن العمل بهذا الشكل سيجعل شهادتهم لعبادة الله وللتفاني من أجل الأخوة منيرة للجميع على طول الدرب.
وهكذا انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن الفعل الثالث، السير، وقال في هذا السياق إنه فعل يُذَكرنا بيسوع الذي يدعو إلى اتباعه بمثابرة بالحفاظ على شعلة الإيمان متقدة خلال هذا الحج على الأرض. ثم أراد الأب الأقدس توجيه الشكر إلى ضيوفه باعتباره أسقف روما وذلك على عادة هذه الأخوية مد بازيليك القديس يوحنا اللاتيران كل سنة بشمع الفصح هذا إلى جانب الهبات المخصصة لأعمال المحبة للحبر الأعظم.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء أخوية القديسَين يوحنا المعمدان ويوحنا الإنجيلي التابعة لجمعية فرسان مالطا من مدينة كاتانزارو في جنوب إيطاليا شجع البابا فرنسيس الحضور على السير قدما برجاء على درب السخاء الذي سيرافقكم الرب عليه دائما، تقال قداسته. ثم بارك الأب الأقدس ضيوفه وعائلاتهم سائلا إياهم ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.