مقالة افتتاحية لأندريا تورنييلي بشأن الإرشاد الرسولي
لفت تورنييلي إلى أن الإرشاد الرسولي هو بمثابة رسالة حبّ، مفعمة بالاقتباسات من الشعراء ما يساعد القارئ على الدخول في علاقة مباشرة مع الجمال الخلّاب لتلك المنطقة، وأيضا مآسيها اليومية. وتساءل لماذا قرر أسقف روما أن يُعقد سينودس خاص بتلك المنطقة التي تكتسب قيمة عالمية؟ وأوضح أننا نجد جواباً على هذا السؤال من خلال تصفّح هذا الإرشاد. وقال إن كل العناصر مترابطة فيما بينها إذ إن توازن كوكب الأرض يعتمد بشكل رئيس على صحة منطقة الأمازون. وبما أنه لا يمكن الفصل بين الاعتناء بالشخص والاعتناء بالمنظومة البيئية ينبغي ألا نقف غير مبالين أمام المساعي الهادفة إلى القضاء على الغنى البشري والثقافي للسكان الأصليين، والسياسات التي تلحق الضرر بالغابات.
هذا ثم كتب تورنييلي أن الإرشاد الرسولي يمثل قبل كل شيء تحدياً بالنسبة للكنيسة الجامعة، المدعوة إلى البحث عن سبل جديدة للكرازة بالإنجيل، معلنة عن صلب الرسالة المسيحية. وأضاف أن الإنسان في منطقة الأمازون ليس العلة الواجب معالجتها من أجل الاعتناء بالبيئة. ومن هذا المنطلق لا بد من حماية شعوب الأمازون مع ثقافاتهم وتقاليدهم. وهم يتمتعون أيضا بالحق في الشهادة الإنجيلية، وينبغي ألا يُستثنوا من رسالة الكنيسة وعملها الرعوي.
بعدها اعتبر المسؤول الفاتيكاني أن البابا فرنسيس ومن خلال الإرشاد الرسولي Querida Amazonia يوجه دعوة إلى تقديم جواب واضح وشجاع كي يُعاد النظر في تنظيم الخدمات الكنسية. هذا وتضع الوثيقة أيضا الكنيسة الكاثوليكية بأسرها أمام واجباتها ومسؤولياتها، كي تشعر بجراح تلك الشعوب وباستياء الجماعات العاجزة عن المشاركة في الاحتفالات الإفخارستية يوم الأحد، ويتعين على الكنيسة أن تتعامل معها بسخاء عبر إرسال مرسلين جدد، وصب الاهتمام على الخدمات الرعوية التي يمكن أن يقدّمها العلمانيون الرجال والنساء على حد سواء.
في ختام مقالته الافتتاحية توقف مدير التحرير لدائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي عند اهتمام البابا بالمرأة الذي عبر عنه الإرشاد الرسولي Querida Amazonia، مذكراً بأن الإيمان نُقل في منطقة الأمازون وبقي حياً بفضل حضور نساء قويات وسخيات، دون أن يمر أي كاهن في تلك الأماكن.