الكاردينال توركسون يتحدث عن أهمية التخطيط للمستقبل كي لا تتحول الأزمة الصحية إلى أزمة اقتصادية واجتماعية
أوضح نيافته أن البابا استقبله أكثر من مرة وتطرق معه إلى الظرف الراهن الذي يمر به العالم إزاء تفشي جائحة كوفيد 19، لافتا إلى أن فرنسيس طلب من معاونيه ألا يضيعوا الوقت وأن يتصرفوا بحزم في مواجهة الأزمة ويخططوا للمرحلة المقبلة. وأضاف أن البابا حثّ الدائرة الفاتيكانية على التعبير عن دعم الكنيسة للناس بطريقة ملموسة، وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات لمساعدة الكنائس المحلية من أجل إنقاذ حياة الأشخاص ومساعدة الفقراء. ولفت نيافته إلى أن البابا واثق بأننا نقف اليوم أمام تبدل تاريخي وهو يفكّر بالمستقبل وبالانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية التي ستترتب على هذه الأزمة، موضحا أن البابا طلب من معاونيه أن يتبنوا نظرة علمية مبدعة، ومقاربة شاملة تكون مرفقة بالقدرة على الاستجابة للمتطلبات المحلية. بعدها أعلن الكاردينال توركسون أن الدائرة التي يرأسها قامت بتشكيل خمسة فرق عمل، سبق أن عقدت اجتماعين مع البابا فرنسيس، وهذه الفرق تسعى إلى تنسيق جميع المبادرات الهادفة إلى التعامل مع الوضع الراهن من جهة والتخطيط للمستقبل من جهة ثانية. وقال إن هذا الظرف يتطلب أعمالا ملموسة، وهذا ما تسعى الدائرة إلى القيام به لافتا إلى أن فِرق العمل تتعاون مع أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان، ودائرة الاتصالات الفاتيكانية وهيئة كاريتاس الدولية، والأكاديميتين البابويتين للعلوم والحياة فضلا عن مجمع تبشير الشعوب والصيدلية الفاتيكانية. هذا ثم توقف نيافته عند الدور الهام الذي تلعبه شبكة كاريتاس على الصعيد المحلي مشيرا إلى أن كل الأنشطة ستتم بالتعاون بين الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة والكنائس المحلية، وأوضح أن هذا التعاون والخدمة المتبادلة يعكسان الطابع الكوني للكنيسة. وفي سياق حديثه عن التخطيط للغد شدد الكاردينال توركسون على أهمية أن نكون مستعدين للمستقبل، مشيرا إلى أن تفشي فيروس كورونا المستجد ولّد أزمة اقتصادية ستتحول إلى أزمة اجتماعية إن لم تُعالج بشكل فوري. وذكّر نيافته أيضا بما جاء في رسالة البابا فرنسيس إلى مدينة روما والعالم يوم عيد الفصح عندما أكد أن هذا الزمن ليس زمن اللامبالاة والأنانية والانقسامات، ودعا أيضا إلى التخفيف من الديون الخارجية التي تؤثر على قدرة الدول في مواجهة الأزمة، وإلى وضع حد لتصنيع الأسلحة والاتجار بها. في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني لفت الكاردينال توركسون إلى أن الإنسان اكتشف في هذا الظرف كل هشاشته، وأدرك أن العيش على هذه الأرض كـبيت مشترك يتطلب التضامن في الحصول على الخيور واعتبارَها خيورا مشتركة، ويقتضي تضامناً في الإفادة من ثمار البحوث والتكنولوجيا ليصير هذا البيتُ آمناً للجميع. كما أن الإنسان يعيد اكتشاف الله الذي يدعوه إلى عيش التضامن، ويعيد اكتشاف الترابط الوثيق القائم بين جميع الناس ومصيرهم المشترك، ويعيد اكتشاف قيمة الأمور الجوهرية في الحياة. |