الكاردينال بارولين يتحدث عن زيارة البابا إلى قبرص واليونان آملا أن تكون بمثابة العودة إلى ينابيع الإنجيل والأخوّة
استهل نيافته حديثه لموقعنا متوقفاً عند الكلمات التي شاء أن يوجهها البابا فرنسيس إلى البلدين، والتي طبعها روح التلاقي الذي يميز زيارات الحبر الأعظم ونشاطاته كلها، بدءا من مقابلاته العامة مع المؤمنين ومختلف المبادرات التي يقوم بها في روما من أجل اللقاء مع الآخر. وذكّر الكاردينال بارولين بأن البابا قال لشعبي البلدين إنه ينتظر لقاءهما بفارغ الصبر، ما يسلط الضوء على روح التلاقي والحج. وأضاف أن فرنسيس يشعر أنه حاجّ في الأماكن التي طبعت بدايات الكنيسة، خصوصا وأن البلدين كان شاهدين على مسارات هامة قام بها الرسولان برناباس وبولس. وأكد نيافته أن زيارة البابا تشكل عودة إلى الينابيع، بغية إعادة اكتشاف فرح الإنجيل، وهو موضوع رافق حبرية فرنسيس، وها هو البابا يوكل اليوم زيارة الحج هذه إلى الصلاة ويطلب من الآخرين أن يصلوا من أجله. في سياق حديثه عن زيارة البابا إلى قبرص، الجزيرة المنقسمة منذ عام ١٩٧٤، وقد وجه البابا كلمة تشجيع للمشاركين في مفاوضات إعادة توحيد الجزيرة، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن الوضع في قبرص – التي سيصلها البابا يوم غد الخميس – حساس ومقلق. ولفت إلى أن مفاوضات جرت في سويسرا في شهر أبريل نيسان الماضي، برعاية منظمة الأمم المتحدة وبحضور البلدان الضامنة للعملية ألا وهي اليونان، تركيا وبريطانيا. لكن المفاوضات باءت بالفشل إذ لم تؤد إلى نتائج مرضية وملموسة. وعبر نيافته عن قناعته بأن البابا سيذهب إلى قبرص ليؤكد موقف الكرسي الرسولي: ألا وهو أن الأزمة يمكن أن تُحل عبر الحوار وحسب، الحوار الصادق والوفي بين الأطراف المعنية، مع الأخذ في عين الاعتبار خير الجزيرة بأسرها. بعدها تطرق المسؤول الفاتيكاني إلى أهمية الجهود الواجب أن تبذلها جميع البلدان المطلة على البحر المتوسط من أجل تحقيق التقارب فيما بينها، كي يتحول البحر من مكان يُبعد الشعوب إلى فرصة للتلاقي. ولفت إلى أننا اليوم – وللأسف – نرى العكس تماما، إذ نشهد العديد من التوترات على المستوى الجيوسياسي، فضلا عن ظاهرة الهجرة. وذكّر في هذا السياق بمفهوم جميل جداً عبّر عنه البابا فرنسيس مع بداية الجائحة عندما قال إننا نتواجد جميعنا على متن الزورق نفسه، وبالتالي علينا أن نبحر معاً. وقال الكاردينال بارولين إن الدعوة إلى الإبحار معاً تتطلب النظر إلى المشاكل الراهنة والحالات الطارئة، كالأزمة الصحية التي لم نتخطاها بعد، فضلا عن ظاهرة التبدل المناخي، وظواهر أخرى مزمنة، كالحروب والفقر والجوع. وأكد أنه لا بد أن نشكل جبهة موحّدة إزاء هذه المشاكل والصعوبات كلها، وأن نتبنى مقاربة مشتركة، متقاسمة ومتعددة الأطراف. وهي الدرب الوحيدة التي يمكن سلوكها من أجل حل المشاكل في عالمنا المعاصر. |
هذا ثم قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن البابا يريد أن يخاطب أوروبا بنوع خاص، وأن يدعوها إلى إعادة اكتشاف جذورها ووحدتها بغض النظر عن الاختلافات في وجهات النظر. وأضاف أن الحبر الأعظم يريد أيضا أن يتوجه إلى البشرية برمتها، خصوصا وأن مسألة الهجرة تحاكي بشريتنا، وكيفية تعاملنا مع هذا الواقع ومع هؤلاء الأشخاص. وتمنى الكاردينال بارولين أن تكون زيارة البابا فرنسيس إلى قبرص واليونان بمثابة رحلة العودة إلى ينابيع الإنجيل والأخوّة، خصوصا فيما يتعلق باللقاء المرتقب بين البابا وقادة الكنيستين الأرثوذكسيتين في البلدين. وذكّر نيافته – في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني – بأن الجماعات الكاثوليكية في اليونان وقبرص ليست كبيرة جدا من حيث العدد، بيد أنها ناشطة ومتعددة الأعراق، وهي تعكس بالتالي غنى وتنوع الكنيسة الكاثوليكية.