في رسالة حول التقرير الخاص بالاعتداءات الجنسية بندكتس السادس عشر يتحدث عن الخجل والألم وطلب المغفرة
وجه البابا الفخري بندكتس السادس عشر رسالة إلى مؤمني ميونيخ تحدث فيها عن التقرير الخاص بالاعتداءات الجنسية في أبرشية ميونيخ وفرايزنغ، والذي يشمل فترة طويلها تخللتها أيضا رئاسته للأبرشية. وهكذا يتحدث بشكل مباشر وشخصي، ويتوقف في البداية عما وصفها بأيام من فحص الضمير والتأمل عقب نشر التقرير المذكور، أيام اختبر خلالها الكثير من التشجيع والصداقة وعلامات الثقة. وشكر الكاردينال راتزنغر من جهة أخرى من وصفهم بمجموعة صغيرة من الأصدقاء الذين عاونوه في كتابة الرد المكون من ٨٢ صفحة الذي تم إرساله إلى مكتب المحاماة الذي أصدر التقرير، كما وعاونوه في قراءة وتحليل التقرير الطويل والآلاف من المستندات الرقمية. ثم أشار البابا الفخري إلى ما وصفها بهفوة غير مقصودة في حديثه عن مشاركته في اجتماع للأبرشية في ١٥ كانون الثاني يناير ١٩٨٠، وهو ما كان قد أوضحه في بيان صحفي في ٢٤ كانون الثاني يناير الماضي. هذا وأراد بندكتس السادس عشر في هذا الجزء الأول من رسالته توجيه شكر خاص للبابا فرنسيس على ما أبدى له بشكل شخصي من ثقة وتأكيده دعمه وصلاته.
وفي الجزء الثاني من هذه الرسالة توقف البابا الفخري عند جزء أساسي في القداس الإلهي، ألا وهو ذلك الذي نعترف فيه بالخطايا ونطلب المغفرة. وتابع أن هذا يقوده إلى التساؤل اليومي إن كان يجب الحديث اليوم عن خطيئة عظيمة جدا. إلا أنه أعرب عن الثقة في أنه ورغم كبر الخطيئة فإن الرب يغفر حين نجعله يسبر نفوسنا وحين نكون على استعداد للتغيير. ثم توقفت الرسالة عند لقاء البابا بندكتس السادس عشر ضحايا الاعتداءات الجنسية، وخاصة خلال زياراته الرسولية الكثيرة حسب ما كتب. وتابع أنه كان ينظر بلا تردد إلى تبعات هذه الخطيئة العظيمة جدا، وقد أدرك أننا ننجر إلى هذه الخطيئة حين نتجاهلها أوحين لا نواجهها بالحزم والمسؤولية اللازمين، وهو ما حدث ويحدث في حالات كثيرة. وأكد البابا الفخري أنه وكما في تلك اللقاءات لا يسعه إلا أن يعرب مرة أخرى للضحايا جميعا عن خجله العميق وألمه الكبير وأن يطلب المغفرة بصدق. تحدث بندكتس السادس عشر من جهة أخرى عما تولى من مسؤوليات كبيرة في الكنيسة، وعن تعاظم الألم أمام الاعتداءات والأخطاء التي وقعت خلال فترات مسؤوليته هذه. وشدد على أن كل حالة اعتداء جنسي هي فظيعة ولا يمكن إصلاحها. وأعرب عن شعوره بالعطف والأسف إزاء كل حالة.
وفي الجزء الختامي من رسالته قال البابا الفخري إنه يفهم بشكل أكبر دائما مشاعر وخوف المسيح على جبل الزيتون حين رأى ما كان عليه أن يتجاوز داخليا من أمور رهيبة. وتابع بندكتس السادس عشر إن نوم التلاميذ حينها يمثل مع الأسف ما يحدث اليوم أيضا مجددا، وما يشعر أنه هو أيضا مساءل عنه. وأضاف أنه يمكنه فقط أن يصلي إلى الرب، وأن يطلب من الملائكة والقديسين ومن الأخوة والأخوات أن يُصلوا من أجله إلى الرب إلهنا.
وختم البابا الفخري رسالته متحدثا عن الوقوف قريبا أمام الديان، وقال إنه حتى وإن كانت هناك مع نظره إلى الوراء، إلى حياته الطويلة، مبررات خوف، فهو واثق ان الله ليس فقط الديان العادل بل وأيضا الصديق والأخ. وأضاف بندكتس السادس عشر أنه يلمس بوضوح نعمة كونه مسيحيا، فهذا يهبه الصداقة مع ديان حياته ويمَكنه من عبور بوابة الموت المظلمة بثقة.