بحث

الكاردينال زيناري يعلن عن مؤتمر سيُعقد في دمشق الشهر المقبل من أجل تنسيق المساعدات الإنسانية الكاردينال زيناري يعلن عن مؤتمر سيُعقد في دمشق الشهر المقبل من أجل تنسيق المساعدات الإنسانية 

الكاردينال زيناري يعلن عن مؤتمر سيُعقد في دمشق الشهر المقبل من أجل تنسيق المساعدات الإنسانية

أطلق السفير البابوي في سورية الكاردينال ماريو زيناري مبادرة لصالح سكان البلد العربي الذين يعانون من حرب دامية منذ أكثر من عشر سنوات. المبادرة هي عبارة عن مؤتمر سينظمه مجمع الكنائس الشرقية في دمشق في منتصف شهر آذار مارس المقبل، حول موضوع "كنيسة سينودسية وممارسة المحبة".

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاردينال زيناري – المتواجد في روما حيث شارك في أعمال الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية – وقال إن المبادرة التي يريد إطلاقها بالتعاون مع المجمع المذكور، ستشهد مشاركة ممثلين عن عدد من الدوائر الفاتيكانية، لافتا إلى أن الكنائس في سورية شاءت هذا المؤتمر بتشجيع من الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية. وشدد الكاردينال زيناري على ضرورة أن تجند الكنيسة الجامعة كل طاقاتها، بروح من السينودسية، وتمارس خدمة المحبة، وهو موضوع المؤتمر المرتقب.

وذكّر نيافته في هذا السياق بدعوات البابا فرنسيس المستمرة إلى الكنيسة كي تخرج لملاقاة الآخرين، على غرار السامري الصالح في الإنجيل، ولفت زيناري إلى أن الكنيسة السورية مدعوة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى الخروج لملاقاة كل محتاج، وعليها أن تفعل ذلك في إطار الوحدة والسينودسية، وبروح متجدد. ولا بد أن تقوم بذلك بالتعاون مع الكنيسة الجامعة، ولهذا السبب سيشهد المؤتمر مشاركة ممثلين عن الدوائر الفاتيكانية وموفدين عن المجالس الأسقفية الناشطة في مجال العمل الخيري.

لم تخل كلمات الدبلوماسي الفاتيكاني من الحديث عن الأوضاع الراهنة في سورية وقال إن ما يحصل هناك هو أخطر كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال إن الحرب أسفرت عن سقوط أكثر من نصف مليون قتيل وجريح، كما أن نسبة تسعين بالمائة من مجموع عدد السكان تعيش دون عتبة الفقر، بحسب إحصاءات منظمة الأمم المتحدة. وأضاف أنه على غرار السامري الصالح، تجد الكنيسة السورية أمامها حوالي ثلاثة عشر مليون شخص يعانون من الجوع والبرد، في وقت تدنت فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

بعدها أشار السفير البابوي في دمشق إلى أن كل الأشخاص يرون ما يجري في سورية، لكن ثمة حاجة إلى "قلب يرى" كما قال البابا بندكتس السادس عشر، وذكر بأن شخصين مرا بجانب الرجل الجريح قبل أن يأتي السامري الصالح، لكنهما تركاه وتابعا سيرهما. ويتعين على الكنيسة – في المقام الأول – أن يكون لها هذا القلب الرؤوف، قلب السامري الصالح. كما ثمة حاجة إلى "إبداع المحبة" كما قال البابا فرنسيس والبابا يوحنا بولس الثاني قبله. فإزاء هذه المأساة الإنسانية الخطيرة علينا أن نعمل على تطوير إبداع المحبة وأن نرى بواسطة القلب.

هذا ثم شاء الكاردينال زيناري أن يوجه كلمة شكر إلى أعضاء الكنيسة السورية على مساعدتهم والتزامهم في مختلف الأنشطة الخيرية التي سعت إلى توفير الطعام والرعاية الصحية والتربية لأخوتهم وأخواتهم المحتاجين. وأوضح نيافته أن المؤتمر المزمع عقده في دمشق سيشهد أيضا مشاركة ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة المتواجدة في سورية، وسيكون اللقاء عبارة عن ثلاثة أيام من التأمل والتفكير في كيفية تنسيق النشاطات الخيرية، كما سيُطلق نداء إلى الهيئات والمنظمات الدولية كي تساعد على توفير المواد الغذائية الأولية كالطحين والأرز. في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني شاء السفير البابوي في سورية الكاردينال زيناري أن يوجه نداء إلى الجماعة الدولية ووسائل الإعلام طالبا منها ألا تنسى الأزمة السورية.

23 فبراير 2022, 12:07