الكاردينال بارولين يدعو إلى وقف التصعيد العسكري والجلوس إلى طاولة الحوار
شدد نيافته على ضرورة السعي إلى الحد من التصعيد العسكري، ووقف القصف وإفساح المجال أمام المفاوضات، لأنه لم يفت الأوان، مؤكدا أن الكرسي الرسولي مستعد لتسهيل الحوار بين روسيا وأوكرانيا. ردا على سؤال حول إمكانية اتساع رقعة النزاع المسلح ليشمل بلدانا أوروبية أخرى، قال الكاردينال بارولين إنه لا يجرؤ على التفكير بهذا الأمر، لافتا إلى أنها ستكون كارثة كبيرة، وعبر عن قلقه حيال تصريحات ومواقف تعيد إلى الذاكرة ما حصل قبل الحرب العالمية الثانية. وقال المسؤول الفاتيكاني إنه لا بد من السعي إلى التخفيف من حدة التصعيد العسكري، ووقف الاقتتال والجلوس إلى طاولة الحوار. وأضاف أن العودة إلى الحرب الباردة هي أيضا مسألة تبعث على القلق، فينبغي أن نعمل على إرساء أسس الأخوة التي يقترحها البابا فرنسيس كدرب وحيدة من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وتضامناً وسلاما. فيما يتعلق بمفاوضات محتملة بين الطرفين المتنازعين وإمكانية أن يلعب الكرسي الرسولي دورا على هذا الصعيد، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إنه على الرغم من حدوث ما كنا نخشاه، أي الحرب الروسية على أوكرانيا، ما زلت مقتنعاً بأنه توجد دوماً فسحة للحوار، ولفت إلى أن الحوار وحده كفيل بتخطي الاختلافات، كما يؤكد دوما البابا فرنسيس. وأضاف نيافته أن الكرسي الرسولي، الذي تابع خلال السنوات الماضية باهتمام كبير تطور الأوضاع في أوكرانيا، هو مستعد لتسهيل الحوار مع روسيا ومساعدة الطرفين على سلوك درب المفاوضات. بعدها ذكّر نيافته بالزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى السفير الروسي لدى الكرسي الرسولي يوم الجمعة الفائت وقال إنه يود الإفادة من هذه المناسبة ليجدد الدعوة الملحة التي وجهها البابا خلال زيارته هذه، مطالبا بوقف القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأضاف بارولين أنه لا بد أن يتوقف فوراً الهجوم العسكري، الذي شاهدنا جميعاً نتائجه الوخيمة، وذكّر بالنداء الشهير الذي أطلقه البابا بيوس الثاني عشر في الرابع والعشرين من آب أغسطس ١٩٣٩، قبل أيام على اندلاع الحرب العالمية الثانية إذ قال: ليتفاهم الأشخاص مع بعضهم، ليستأنفوا المفاوضات، فيتضح لهم، من خلال الحوار الصادق والاحترام المتبادل للحقوق، أن المفاوضات تتكلل دوما بالنجاح. لم تخل كلمات نيافته من الحديث عن بعض الخلافات الراهنة بين الكنائس، ولفت إلى أن هذه المشاكل ليست جديدة بالنسبة لتاريخ الكنيسة، وقد أدت إلى انقسامات مؤلمة. لكن في الوقت نفسه، تابع قائلا، نرى مؤشرات مشجعة في نداءات قادة الكنائس الأرثوذكسية، الذين عبروا عن استعدادهم للتخلي عن ذكرى الجراح والعمل معا من أجل السلام. وذكّر الكاردينال بارولين في هذا السياق بأن الكنائس عبرت عن قلقها البالغ حيال الأوضاع الراهنة في أوكرانيا، مشددة على أهمية قيمتي السلام والحياة البشرية، وباستطاعتها أن تلعب دورا أساسيا للحيلولة دون تفاقم الأوضاع. هذا ثم أكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن ثمة حاجة اليوم إلى التواصل والإصغاء المتبادل، من أجل التعرف في العمق على مبررات الآخرين. وعندما ينقطع الحوار والإصغاء، يُنظر إلى الآخر بريبة ويقتصر الأمر على تبادل الاتهامات وحسب. وختم الكاردينال بارولين حديثه للصحفيين الإيطاليين مؤكدا أن تطلعات كل بلد وشرعيته ينبغي أن تكون موضع تأمل مشترك، مع أخذ خيارات المواطنين والقانون الدولي في عين الاعتبار، والتاريخ مفعم بالأمثلة التي تؤكد أن هذا الأمر ممكن. |