المؤتمر الصحفي حول الجمعية العامة لسينودس الأساقفة ٢٠ تشرين الأول أكتوبر
كان ما تم التطرق إليه خلال جلسات بعد ظهر الخميس ١٩ تشرين الأول أكتوبر وصباح الجمعة ٢٠ من الشهر محور المؤتمر الصحفي للجنة الإعلام حول أعمال الجمعية العامة لسينودس الأساقفة بعد ظهر الجمعة. وأشار رئيس اللجنة باولو روفيني عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات إلى مناقشة السلطة في تركيبة الكنيسة باعتبارها خدمة، وقد انطلق النقاش من الجزء الثاني من القسم الثالث في أداة العمل وتحدث باولو روفيني عن تأكيد المشاركين على أن السلطة هي خدمة كما وتم تجديد الالتزام من أجل ألا تصبح ممارسة السلطة تسلطا. وتابع رئيس اللجنة أنه قد تم التشديد على أن مَن لديه سلطة يُفترض أن يكون قادرا على تكليف آخرين لا أن تكون له الرقابة المطلقة، وتابع أن للأسقف الكلمة الأخيرة لا الكلمة الوحيدة.
هذا وكانت المسؤولية المشتركة من الكلمات التي تكررت خلال الجلسات حسبما تابع رئيس اللجنة وأضاف أن المقصود بالمسؤولية المشتركة هو مشاركة وتنسيق المواهب. وتابع أنه قد تم خلال المناقشات والمداخلات التشديد على أهمية تثمين الأشخاص والكفاءات وخاصة نشاط العلمانيين. ومن النقاط الأخرى التي أشار إليها رئيس لجنة الإعلام التطرق إلى دور الرعاة في خدمة الفقراء وتحدث روفيني هنا عن تأكيد المشاركين على ضرورة التعرف على صرخات مَن يتألمون على الطرقات، وأيضا على ضرورة أن يدعو الأساقفة إلى ارتداد قلوب كي تغلب مشاعر الإنسانية لدى من يساهمون، من خلال الاتجار بالسلاح، في الحرب العالمية الثالثة التي يتحدث عنها البابا فرنسيس والتي تسبب الآلام لملايين الأشخاص.
تحدثت من جانبها أمينة سر اللجنة شيلا بيرس عن تأمل المشاركين في قضية الاعتداءات والانتهاكات والتي أفقدت الكنيسة مصداقيتها حسبما ذكرت، ما يستدعي آلية رقابة. وأضافت أنه قد تم التأكيد على قدرة السينودسية على الإسهام في تفادي الانتهاكات وذلك لكون السينودسية مسيرة إصغاء وحوار. عرَّفت أمينة السر من جهة أخرى بالتطرق إلى الإصلاحات أي الحاجة إلى تغييرات من أجل شفافية أكبر للهيئات المالية والاقتصادية، وأيضا إلى إعادة تفكير في القانون الكنسي. وسُلط الضوء فيما يتعلق بالسينودسية على الحاجة العاجلة إلى تعزيز التركيبات القائمة بالفعل مثل المجالس الرعوية مع الإشارة إلى ضرورة تفادي السقوط في الآليات البرلمانية. وتحدثت أمينة السر أيضا عن ضرورة القرب من الشباب في العالم الرقمي الذي هو فسحة كرازة للاقتراب ممن هم في الضواحي البعيدة حسبما ذكرت.
هذا وشارك في المؤتمر الصحفي المطران غينتاراس غروشاس رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوروبا ومجلس أساقفة ليتوانيا والذي أراد في مداخلته العودة إلى اللقاء القاري الذي عُقد غي براغ في شباط فبراير المنصرم والذي وصفه بفرصة إيجابية للارتداد والتقاسم الروحي. وفي حديثه عن الجمعية العامة للسينودس شدد على مركزية التنشئة كأسلوب لكوننا كنيسة والعيش معا واختبار الشركة. وأضاف أن خبرة السينودس في حد ذاتها تُحقق هذا بشكل ملموس حيث نلمس الكثير من الأشياء المشتركة، وفي المقام الأول الإيمان. تحدث من جهة أخرى عن أهمية ارتداد القلوب والرغبة في أن ننمو ككنيسة بدءً من الاستعداد لتغيير العقلية.
ومن بين المشاركين في أعمال الجمعية العامة كشاهد الراهبة الأخت هدى فضول من رهبانية دير مار موسى التي أسسها الأب باولو دالوليو، والتي تحدثت في المؤتمر الصحفي عن خبرتها الشخصية والكنسية والتي طبعتها أحداث مأساوية مثل الحرب والجائحة والزلزال. وفي حديثها عن مشاركتها في الجمعية العامة أشارت إلى ما وصفته بلحظة تبادل غني جدا تُعزز الرغبة في الوحدة والتقاسم في الصلاة. كما وتوقفت عند التطرق إلى كل المواضيع بأسلوب السير معا، وأضافت أن هناك نقطة انطلاق ومسيرة وهدفا يتم السعي إلى بلوغه.
تحدث من جانبه رئيس مجلس أساقفة اليابان المطران إيساو كيكوتشي رئيس كاريتاس الدولية والأمين العام لاتحاد مجالس أساقفة آسيا عن أعمال الجمعية العامة للسينودس مشيرا إلى ما لمس من تنوع في الوحدة في الكنيسة مع عدم نسيان كون الكنيسة جامعة. وتابع أن هناك في آسيا لغات مختلفة وأوضاعا متعددة، ولا يمكن بالتالي اختيار حل وحيد للسير معا وذلك لأن السينودسية تعني أيضا احترام الثقافات المحلية. وتطرق في مداخلته من جهة أخرى إلى عمل كاريتاس الدولية والتي يترأسها، وأكد في هذا السياق أن كل هيئة كاريتاس هي أساسية في المسيرة السينودسية للكنيسة وأضاف أن جميع الهيات لها هويتها الكاثوليكية وتتعامل بشكل نشيط مع شركاء ولها أيضا جوانبها المسكونية وما بين الأديان. وتابع أن السينودسية تتعزز في تنوع مَن يقودون هذه الهيئات ومَن يعملون على الصعيد المحلي في جميع أنحاء العالم.
شهد المؤتمر الصحفي من جهة أخرى مشاركة الأخت ميري تيريز بارون الايرلندية رئيسة الاتحاد الدولي للرئيسات العامات والتي قالت في مداخلتها إن التأمل حول السينودس قد دفعها إلى أن ترى وتعيش الأمور انطلاقا من خبرتها كراهبة في رعية ريفية في شرق أفريقيا. وقالت إن هذه كانت خبرتها الأولى لكنيسة سينودسية وشابة حيث هناك كاهنان لخمس وثلاثين قرية ومعلم تعليم مسيحي واحد لمنطقة تعادل مساحتها نصف ايرلندا. وقالت إن السينودسية المعاشة في مجموعات العمل الصغيرة تشبه تلك التي عاشتها في أفريقيا حيث كان يتم اتخاذ القرارات معا في الجماعة مع المؤمنين العلمانيين وتقاسم الإيمان من أعماق القلب.