من السينودس رسالة إلى شعب الله بأسره لمواصلة المسيرة السينودسيّة
ستقوم الجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، في نهاية أعمالها، بصياغة رسالة إلى شعب الله بأسره هذا ما قاله باولو روفيني، عميد دائرة الاتصالات، ورئيس لجنة الإعلام في مؤتمر صحفي بعد ظهر الأربعاء موضحًا أن لجنة الوثيقة الموجزة فكرت في نص لكي تروي للجميع "لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، ولاسيما للذين لم يتم الوصول إليهم أو لم يتم إشراكهم بعد في المسيرة السينودسية"، الخبرة التي عاشها أعضاء السينودس. وأوضح روفيني أن أمانة سر السينودس، بالاتفاق مع البابا، قد عرضت الاقتراح على تصويت الجمعية وقد تمّت الموافقة عليه بأغلبية كبيرة جداً (من أصل ٣٤٦ ناخباً، كان هناك ٣٣٥ مؤيداً و١١ معارضاً). وقد شارك في المؤتمر الصحافي الكاردينال ليوناردو أولريش شتاينر، رئيس أساقفة ماناوس، والمونسنيور زبيغييف ستانكيفيتش، رئيس أساقفة ريغا، والأمين العام لمجلس أساقفة لاتفيا، والمونسنيور بابلو فيرجيليو دافيد، أسقف كالوكان ورئيس مجلس أساقفة الفيليبين. ووايت أوليفاس، أمريكي، شاهد على أعمال السينودس، وأصغر المشاركين في السينودس. وايت، البالغ من العمر تسعة عشر عامًا، هو طالب في جامعة وايومنغ في لارامي، وقد شارك كمرسل في برنامج Totus Tuus للشباب الكاثوليكي وهو مدرس للتعليم المسيحي في أبرشيته في شايان. وقد أعرب عن حماسه للخبرة التي يعيشها في السينودس أمام ممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
حول الوثيقة الموجزة، أبلغ عميد دائرة الاتصالات في نهاية الجمعية العامة الثانية عشرة التي بدأت مناقشة الوحدة الرابعة من وثيقة العمل، حول موضوع "المشاركة ومهام المسؤولية والسلطة. ما هي العمليات والهيكليات والمؤسسات في الكنيسة السينودسية الرسوليّة"؛ وقد أعلن الكاردينال جان كلود هولريش، المقرر العام، أن اللجنة المكلفة قررت أن يكون النص قصيرا نسبيا وفي خدمة عملية مستمرة. سيكون نصًا انتقاليًا، يقوم على خبرة الجمعيّة، وسيحتوي على النقاط التي يوجد إجماع عليها وتلك التي لا يوجد عليها اتفاق، وكذلك على الأسئلة المفتوحة التي ستتطلب مزيدًا من التعمُّق من وجهة نظر قانونية ولاهوتية ورعوية، وسيتم التحقق منها مع شعب الله. وسيكون لها أسلوب بسيط، ولن تكون وثيقة نهائية، ولا حتى وثيقة عمل للجمعية القادمة، وإنما سترافق فقط المراحل المقبلة للسينودس حول السينودسيّة.
للصحفيين، أفادت شيلا بيريس، أمينة سرِّ لجنة الإعلام، أن الأعمال افتتحت صباح الأربعاء بذكرى المونسنيور روبرت باتريك كاميليري أزوباردي، أسقف كوماياغوا ورئيس مجلس أساقفة هندوراس، الذي توفي الثلاثاء، وأنه قد تمت دعوة المشاركين في السينودس لكي يجتمعوا مساء الخميس في ساحة القديس بطرس للصلاة من أجل المهاجرين واللاجئين والتي سيشارك فيها البابا أيضًا.
وتحدث الكاردينال شتاينر عن خبرة سينودسية طويلة لكنيسة الأمازون، التي حاولت دائمًا إشراك جميع الخدمات وجميع الدعوات في البشارة والمناقشات. وشدد الكاردينال على أن الرجال والنساء العلمانيين يشاركون في الجمعيات الأبرشية وفي الجمعيات الأوسع لجميع أنحاء المنطقة، وأنه في اللقاءات الأخيرة كان هناك دائمًا ممثل للسكان الأصليين. وأضاف: "إننا نتطلع بشكل متزايد إلى هذا الحضور لكي نتمكن من أن نصغي ونقوم برسالتنا بشكل أفضل"، وأشار في هذا السياق أن السينودس هو مسيرة وأنه يتم البحث عن حلول لكننا "نتمرّس في السينودسية في هذا السينودس" الذي " يملك فيه الجميع الفرصة لكي يتكلّموا، ويعبّروا عن أنفسهم وعن أفكارهم، دائمًا من أجل خير الكنيسة، مع الأخذ في عين الاعتبار دائمًا لرسالة الكنيسة"، أي إعلان الإنجيل. واختتم الكاردينال شتاينر كلامه قائلاً: "بالنسبة لنا نحن سكان الأمازون، يعد هذا الأمر حافزًا إضافيًا لمواصلة السير على هذا الدرب المتمثل في محاولة الإصغاء للجميع وإشراك الجميع في عملية التبشير". وردا على سؤال أحد الصحفيين، أكد الكاردينال أن الاصغاء يساعد على فهم الجماعات واحتياجاتها، ويساعدنا لكي نكون كنيسة سامرية حاضرة ورحيمة. هناك ٧٠ ألف نسمة من السكان الأصليين، والاصغاء إلى الجماعات المختلفة هو أمر مهم لأنهم "يقولون لنا كيف يريدون الاحتفال ويساعدون لكي نأخذ بعين الاعتبار التقوى الشعبية، ولكي نكون باختصار، كنيسة تبشيرية.
تحدث المونسنيور زبيغييف ستانكيفيتش، رئيس أساقفة ريغا والأمين العام لمجلس أساقفة لاتفيا، عن رد فعل كاثوليك لاتفيا (٢٠٪ من السكان البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة) على الدعوة للمشاركة في العملية السينودسيّة. وقال "كانت هناك مشاعر غامضة"، فالبعض، بعد أن سمعوا عن المسارات السينودسية في ألمانيا، كان لديهم موقف الرفض، والبعض الآخر فكر في شيء رسمي، ولكن بعد ذلك بدأ الجميع في العمل. لقد برزت الحاجة إلى الإصغاء للجميع، ليس فقط الكاثوليك، بل أيضًا المسيحيين الآخرين، وممثلي الديانات الأخرى، والمهمشين وحتى غير المؤمنين. ومن ثم محاولة التعرف على ما يريد الروح القدس أن يقوله للكنيسة اليوم وإيقاظ حس المسؤولية المشتركة لرسالة الكنيسة التبشيرية في كل مُعمَّد. "وهنا يوجد تحدٍ كبير، أولاً وقبل كل شيء، تنشئة الأساقفة والكهنة - قال الأسقف - لأن مهمتهم الأساسية هي النظر إلى المؤمنين والتعرف على عطاياهم ومواهبهم". كذلك تحدث رئيس أساقفة ريغا أيضًا عن المرأة في الكنيسة: "لا ينبغي لها أن تدخل في منافسة مع الرجل ولكن ما يُهمُّ هو التكامل"؛ وبالتالي نعم، ينبغي إعطاءها مساحة أكبر في الكنيسة، ولكن بدون أن نمُسَّ بما هو موجود في الإنجيل وفي تقليد الكنيسة.
أما عن واقع الفيليبينيين، فقال المونسنيور بابلو فيرجيليو دافيد أسقف كالوكان، إن هناك ملايين يعيشون منتشرين حول العالم، وهم يشكلون ١٠-١٥% من سكان الفيليبين، ويُعرفون بـ "الشتات الفيليبيني". ويطلق عليهم البابا فرنسيس مازحا اسم "مهربي الإيمان"، كما أسرَّ الأسقف. إنهم مهاجرون، وعمال، و"عمليًّا مبشرون عرضيّون" لأنهم لم يتنشّأوا لهذا الغرض، ولكنهم يحاولون أن يعيشوا إيمانهم. وحولهم يتساءل الإكليروس عن تنشئتهم، معتبرين أن الكنيسة بأسرها مدعوة إلى الرسالة. وشدد المونسنيور دافيد على أن هذا السينودس يشدد تحديدًا على المساواة في الكرامة. "لا يهم إذا كنت كاردينالًا أو رئيس أساقفة أو أي شخص آخر، لأننا في الأساس جماعة من التلاميذ متساوون في المعمودية." وفيما يتعلق بالتحديات التي يجب على الكنيسة الفيليبينية أن تواجهها، سأل أحد الصحفيين ما هي الأولويات، وشدد الأسقف على ضرورة مرافقة الذين يعيشون في الخارج، "لكي يصبحوا مبشرين عرضيين" ويشهدوا لإيمانهم في البلدان التي يعيشون ويعملون فيها.
وردًا على أسئلة الصحفيين بشأن موقف الكنيسة تجاه المثليين أو الذين يعيشون في علاقات مثلية، أجاب الكاردينال شتاينر أن الموضوع طُرح خلال التأملات وأيضًا أثناء عروض المجموعات، لكن دورة السينودس هذه لن تؤدي إلى استنتاجات، ستكون هناك، حسب رغبة البابا، في الدورة المقبلة في العام المقبل. فيما يتعلق بالمثليين جنسياً، أشار المونسنيور ستانكيفيتش إلى دعوة البابا فرنسيس في لشبونة لاستقبال "الجميع"، وأضاف أنه يجب أيضًا استقبال المثليين جنسيًا "بمحبة، دون إصدار أحكام"، ويجب احترامهم في كرامتهم الإنسانية، كما يعلّم التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، وعدم التمييز ضدهم ظلما، مع التحديد أن الأزواج المثليين مدعوون للعيش في عفة لأن أي علاقة جنسية خارج إطار الزواج هي خطيئة، وبالتالي فإن منح البركة هؤلاء الأزواج الذين لا يقبلون هذا المبدأ يمثل مشكلة لأنه يعني بركة العيش في حالة خطيئة. من جانبه، قال المونسنيور دافيد إن هناك ميل قوي لتصنيف الناس من وجهة نظر الجنس أو الانتماء السياسي أو الديني، لكن يسوع نظر إلى كل إنسان على أنه ابن لله.