الكاردينال بارولين يعرب عن خشيته من اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط
جاءت كلمات نيافته خلال دردشة أجراها مع الصحفيين على هامش الندوة التي استضافها مجلس الشيوخ الإيطالي وقال إنه ينظر بأعين القلق إلى الهجمات التي شنها مؤخرا الثوار الحوثيون في البحر الأحمر، بالإضافة إلى التصعيد في غزة والهجوم الصاروخي الإيراني الأخير ضد إربيل في كردستان العراق. وأكد بارولين أن رقعة النزاع الدائر في المنطقة قد تتوسع إن لم تُتخذ التدابير الملائمة لاحتوائه، مذكراً بأن البابا فرنسيس عبر عن قلقه بهذا الشأن خلال مقابلته العامة مع المؤمنين أمس الأربعاء. وقال نيافته إن الخطر موجود، والوضع دقيق جداً، معتبرا أن كل طرف مدعو إلى احتواء ردود الأفعال كي لا تندلع الحرب بطريقة شاملة. في سياق حديثه عن الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس شدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان على أن الكرسي الرسولي يرى في حل الدولتين مخرجاً من الأزمة، وهي فكرة ترفضها حماس بشكل قطعي. وأكد نيافته أنه لا بد من البحث عن فسحة للتفاوض من أجل التوصل إلى هذا الحل. فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية قال الكاردينال بارولين إن الكرسي الرسولي ملتزم أيضا في البحث عن حلول سلمية للصراع الدائر، مع أن نشاطه يقتصر اليوم على البعد الإنساني. أما بالنسبة لدعوة الرئيس زيلينسكي لعقد مؤتمر سلام رفيع المستوى، والتي أطلقها من منتدى دافوس، شدد نيافته على أن الكرسي الرسولي مستعد للمشاركة فيها، كما فعل في المؤتمرات الثلاثة السابقة وكان آخرها في المملكة العربية السعودية. في معرض حديثه عن منتدى دافوس شاء المسؤول الفاتيكاني أن يذكّر بالرسالة التي بعث بها البابا يوم أمس الأربعاء إلى المشاركين في اللقاء، حاثاً إياهم على الالتزام لصالح اقتصاد اجتماعي يشمل الكل، ولا يستثني أي شخص، ويكون موجهاً نحو التنمية والأشخاص، لاسيما الأكثر هشاشة، ويكون اقتصاداً في خدمة الإنسان. لم تخل كلمات الكاردينال بارولين من الإشارة إلى التقرير حول اضطهاد المسيحيين في العالم والذي قدمته صباح أمس منظمة "أبواب مفتوحة" إلى مجلس النواب الإيطالي، وأكد أن هناك ثلاثمائة وخمسة وستين مليون شخص يتعرضون للعنف والاضطهاد بسبب معتقداتهم الدينية. قال نيافته إن هذا الواقع يشكل مصدر قلق كبير للكرسي الرسولي، لافتا إلى وجود العديد من المسيحيين في أنحاء العالم كافة لا يتمتعون بالحد الأدنى للحرية الدينية، وهو حق أساسي لجميع الديانات. ردا على سؤال بشأن سيرة حياة الكاردينال سيلفستريني قال نيافته إنه كان رجل الحوار مع السياسة والمؤسسات، وشدد بارولين على أهمية الحوار القائم اليوم بين عالم السياسة والكرسي الرسولي، مع أن العلاقات مع السياسة الإيطالية الداخلية هي من صلاحية مجلس الأساقفة المحلي. ختاماً توقف نيافته عند "خطة ماتّي من أجل أفريقيا" التي أطلقتها الحكومة الإيطالية وستكون موضوع مؤتمر سيُنظم في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الجاري في روما، مشيرا إلى أن القارة السمراء تحتاج إلى تعاون دولي كي تتمكن من حل مشاكلها، وهذا الأمر لن يتحقق بغياب دعم من الجماعة الدولية، يكون خالياً من أي مصالح ذاتية. |