الكاردينال ساندري يحدثنا عن جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام ٢٠٢٤
تساءل الكاردينال ساندري كيف نستطيع المضي قدما في هذا العالم بغياب الأخوّة والسلام فيما بيننا؟ لافتا إلى أن هذا السؤال ينبغي أن يُطرح على ضمائر جميع البشر وقال إنه بغياب احترام المبادئ الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها البابا فرنسيس وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب في أبو ظبي لخمس سنوات خلت، سينزلق العالم في هاوية الحقد والانقسامات والدمار الذاتي. بعدها شدد نيافته على الدور الواجب أن تلعبه الديانات المدعوة إلى إنقاذ العالم واتخاذ خطوات ملموسة إلى الأمام، موضحا أنه يتحدث بنوع خاص عن المسيحيين الذين يؤمنون بالله وبيسوع المسيح. وقال إن بعض الخطوات الملموسة تم اتخاذها، شأن جائزة زايد للأخوة الإنسانية، التي شهدت هذا العام أكثر من مائة وأربعين مرشحاً، وهو عدد مذهل. مع ذلك يرى الكاردينال ساندري أن المجتمعات وبلدان العالم كله، مدعوة إلى جعل الأخوة ركيزة لنشاطاتها وحواراتها وتعايشها. وعبر عن قلقه حيال سعي العديد من البلدان إلى اعتماد الحرب وسيلة لحل التوترات، وعوضا عن تعزيز القيم المذكورة آنفا ها هي ترسخ الحقد والانقسامات وتنال من الكرامة البشرية. لم تخل كلمات نيافته من التوقف عند الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس لمناسبة منح جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام ٢٠٢٤ وقال إن الحبر الأعظم شدد على أنه لا يوجد جهد فردي أو بشري قادر لوحده على تحقيق التقدم في درب الأخوة الإنسانية، لافتا إلى أنه من دون الانفتاح على الله، أب الجميع، لن توجد الركائز الصلبة للدعوة إلى الأخوة. وأضاف ساندري أن البابا يرى أن الفائزين بالجائزة يمكنهم أن يشكلوا مصدر تشجيع لنا جميعاً ليس بفضل أعمالهم الحسنة وحسب، إنما أيضا نتيجة حدسهم وقناعاتهم الدينية التي ألهمت الكثير من السخاء في قلوبهم. ولفت نيافته في هذا السياق إلى أن جميع الفائزين بالجائزة، مند تأسيسها لخمس سنوات خلت، أكانوا مسيحيين، مسلمين أو يهوداً، عملوا بفضل الزخم المتأتي من حضور الله في العالم وفي الأشخاص. وأكد أن وجود الإنسان والمجتمع وبالتالي الأخوة الكونية لا يتحقق إن لم يكن الله موجودا، وهذا ما يشير إليه إعلان أبو ظبي إذ شدد مراراً وتكراراً على أن الله هو في محور حياة الإنسان. الكاردينال الأرجنتيني، الذي عمل في السلك الدبلوماسي للكرسي الرسولي في مدغشقر، والولايات المتحدة، وفنزويلا والمكسيك، قال إنه يرى في الفائزين الثلاثة بالجائزة لهذا العام شخصيات وجمعيات جعلت من محبة الله ركيزة لها، وعملت من أجل الإنسان والارتقاء به. وقد برزت إلى العيان لأنها عملت من أجل تعزيز كرامة الرجل والمرأة والمسنين والأطفال. وهو مبدأ عبرت عنه بوضوح وثيقة الأخوة الإنسانية أيضا فيما يتعلق بكرامة المرأة. وقد تحدث ساندري بالطبع عن المنظمتين الإسلاميتين الإندونيسيتين "نهضة العلامة" و"المحمدية"، فضلا عن جراح القلب المصري مجدي يعقوب والراهبة التشيلية نيلّي ليون، المعروفة بـ"أم السجينات". في سياق حديثه عن الأخت ليون قال العميد الفخري لدائرة الكنائس الشرقية إنها المرة الأولى التي تُمنح فيها الجائزة لشخصية من أمريكا اللاتينية، وأعرب عن سروره بفوز الراهبة التشيلية بالجائرة مع العلم أنها تنشط بشكل أساسي في سانتياغو. وذكّر بأن هذه الأخيرة، والتي أنشأت مؤسسة "انهضِ يا امرأة"، كرست حياتها للارتقاء بكرامة النساء، وتسليط الضوء على هذه الكرامة حتى عندما يتعلق الأمر بالنساء اللواتي يقضين عقوبة في السجن لارتكاب الجرائم. وقال الكاردينال ساندري في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني إنه يفكر بكلمات البابا فرنسيس حول كرامة المرأة وأهميتها في حياة الكنيسة والعالم. |