رئيس الأساقفة غالاغر يزور كرواتيا ويشجع المؤمنين على أن يستشفوا حضور الله في عالم اليوم
تمحورت عظة المسؤول الفاتيكاني حول أهمية أن نستشف عمل الله وسط الكثير من الصعوبات والدمار، تماما كما فعلت العذراء مريم ونسيبتها أليصابات عندما تسلحتا بالإيمان والرجاء قبل أن تريا وعد الله يتحقق. هذا ثم توقف سيادته عند صورة العذراء سيدة "باب الحجر" والتي ظهرت بدون أي ضرر وسط ركام الباب الحجري، الذي كان يشكل المدخل الشرقي للمدينة القديمة، وهذا ما حصل في أعقاب حريق اندلع فيها، وجاءت هذه الصورة كمصدر للدهشة والأمل بالنسبة للسكان المفجوعين والمنكوبين. وأضاف غالاغر أن عالمنا اليوم لا يخلو من المشاهد المأساوية للدمار، وذلك نتيجة الكوارث الطبيعية وأيضا بسبب الجنون البشري الذي أدى إلى ما سماه البابا فرنسيس بالحرب العالمية الثالثة المجزّأة، والتي باتت تتحول إلى صراع عالمي بكل معنى الكلمة. واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن يوجه المؤمنون الأنظار نحو صورة السيدة العذراء. في سياق حديثه عن مريم العذراء وأليصابات، اللتين كانتا تنتظران مولوداً جديداً، لفت سيادته إلى أن الأمومة جاءت لتبدّل مشاريع المرأتين، وتقلبها رأسا على عقب، لكن تم قبول هذه الأمومة بفرح كبير. وقال غالاغر إن فكره يتجه نحو الأمهات اليوم، سائلا العذراء مريم أن ترافق كل تلك النسوة اللواتي يقبلن في أحشائهن بذرة حياة جديدة، حتى إذا حصل هذا الأمر بشكل غير متوقع، إذ لا بد من النظر إلى هذه الحياة كعطية من الله. ولفت إلى أن هذا لا يحصل غالباً في مجتمعاتنا اليوم، لكن من الضرورة أن يتم الدفاع دوماً عن الحياة البشرية وهي مسؤولية ملقاة على عاتق المؤمنين في المقام الأول. تابع سيادته يقول إن مريم التي نهضت وتوجهت مسرعة للقاء أليصابات تشكل صورة للكنيسة التي تخرج من قوقعتها، وهذا ما يريده بنوع خاص البابا فرنسيس. وأمل المسؤول الفاتيكاني أن تكون العذراء مثالاً بالنسبة لنا أيضاً، سائلا الله أن يعطينا القوة اللازمة لكي ننهض ونخرج من قوقعتنا من أجل ملاقاة الأشخاص المتألمين، والذين يواجهون مصيراً صعباً سببه شر البشر. وأضاف سيادته قائلا: لننهض بسرعة، لا نستطيع الوقوف مكتوفي اليدين. ثمة حاجة ملحة لمواساة المتألمين وتشجيع اليائسين وللعمل من أجل السلام. بعدها ذكّر رئيس الأساقفة غالاغر بأن مريم وأليصابات سبحتا الرب مع أن كل شيء لم يتم بحسب رغبتهما، ووضعتا ثقتهما بالرب الذي يتمم وعوده. وأشار إلى أننا اليوم مدعوون إلى رؤية عمل الله في العالم، حتى لو كان هذا العمل في مرحلة جنينية. وطلب من المؤمنين – على سبيل المثال – أن يفتحوا الأعين على التضامن الذي يبرز دائماً عندما تقع المآسي وإزاء وحشية البشر. وقال: دعونا لا ننظر فقط إلى القنابل المتساقطة وإلى الدمار الذي تُحدثه، مؤكدا أن الرب، كما حفظ صورة العذراء من الحريق، يحفظ دوما كل ما هو خيّر وصالح، وهو يحفظ أيضا القطيع الصغير الذي يصبح أحياناً قطيعاً كبيراً، كجيش يعرض حياته للخطر كي يخفف من آلام ومعاناة الضحايا، وكي يحول دون وقوع مآس جديدة. في ختام عظته طلب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول من الله أن يمنح أهالي كرواتيا هبة الصبر، تماما كما فعل البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار البلاد لثلاثين سنة خلت. |