بحث

الكاردينال تاغل يترأس القداس الختامي للمؤتمر الإفخارستي الوطني في الولايات المتحدة ٢١ تموز يوليو ٢٠٢٤ الكاردينال تاغل يترأس القداس الختامي للمؤتمر الإفخارستي الوطني في الولايات المتحدة ٢١ تموز يوليو ٢٠٢٤ 

الكاردينال تاغل يترأس القداس الختامي للمؤتمر الإفخارستي الوطني في الولايات المتحدة

الرباط بين الارتداد الإفخارستي والارتداد الإرسالي، كان هذا محور عظة الكاردينال لويس أنطونيو تاغل نائب عميد دائرة البشارة خلال ترؤسه القداس الختامي للمؤتمر الوطني الإفخارستي الذي ينظمه مجلس أساقفة الولايات المتحدة.

ترأس الكاردينال لويس أنطونيو تاغل نائب عميد دائرة البشارة كمبعوث خاص لقداسة البابا فرنسيس الاحتفال بالقداس الختامي للمؤتمر الإفخارستي الوطني الذي ينظمه مجلس أساقفة الولايات المتحدة، وذلك أمس الأحد ٢١ تموز يوليو في استاد Lucas Oil في انديانابوليس. وفي بداية عظته أراد الكاردينال نقل البركات الأبوية للبابا كما وأكد صلاة الأب الاقدس كي يحمل المؤتمر ثمارا من أجل تجدد الكنيسة والمجتمع في الولايات المتحدة. وواصل أنه وقبل مجيئه للمشاركة في هذا المؤتمر قد سأل قداسة البابا فرنسيس إن كانت لديه رسالة خاصة للمشاركين فيه، وأجاب قداسته: الارتداد الإفخارستي.

هذا وانطلاقا من أنه سيتم عقب المؤتمر إرسال مرسلين لفخارستيين أراد الكاردينال تاغل اقتراح نقاط للتفكير والتأمل حول الرباط بين الارتداد الإفخارستي والارتداد الإرسالي. وتحدث أولا عن الرسالة والعطية وتوقف في سياق حديثه عند إرسال الآب ابنه ليصير بشرا، ليكون مثل البشر في كل شيء باستثناء الخطيئة. وتابع أن الابن المرسَل من الآب هو عطية واهبة للحياة، وذكَّر نائب عميد الدائرة هنا بكلمات يسوع: "جسدي أبذله ليحيا العالم". وشدد الكاردينال تاغل على ضرورة أن نتذكر دائما ارتباط ارسال الآب لابنه ببذل الجسد من أجل الآخرين، وهو ما تحدث عنه يسوع نفسه حين قال: "فقَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني". يدرك يسوع بقوة بالتالي، واصل الكاردينال تاغل، أنه في رسالة. وعاد نائب عميد الدائرة هنا إلى كلمات يسوع من انجيل القديس يوحنا: "أَبي يُعطيكُم خُبزَ السَّماءِ الحَقّ". وما هو هذا الخبز؟ سؤال يجيب عليه يسوع: "أنا خبز الحياة". لقد أُرسل يسوع ليكون هبة، ليبذل ذاته، قال الكاردينال تاغل مضيفا أن المرسَل هو دائما عطية وأن الرسالة لا تعني مجرد العمل بل تشمل أيضا هبة الذات. وواصل أن حضور يسوع في الإفخارستيا هو عطية وإتمام لرسالته، هو الذي قال: هذا هو جسدي من أجلكم، هذا هو دمي من أجلكم. وواصل الكاردينال تاغل مشيرا إلى أنه حيثما تغيب الغيرة الرسولية فإن هذا يحدث ربما أيضا لضعفٍ في تثمين الهبات وفي أن نكون هبة، ودعا إلى التساؤل إن كنا لا نزال ننظر إلى أنفسنا وإلى الأشخاص والأشياء والعمل والمجتمع والأحداث والخليقة من منظور الهبة، أم أن هذا المنظور قد زال. وشدد على أنه إن كان أفقنا هو فقط بلوغ النجاح والمكاسب فلن تكون هناك فسحة لرؤية ونيل عطايا مجانية ولن تكون هناك فسحة للمجانية ولهبة الذات.

انتقل نائب عميد دائرة البشارة بعد ذلك إلى النقطة الثانية ألا وهي الابتعاد عن حضور الله، وهنا أيضا دعا إلى التساؤل إن كنا نعتبر يسوع هبة أم مشكلة. وعاد الكاردينال تاغل إلى كلمات يسوع الذي قال إن مَن يُقبل إليه يؤمن به أولا ثم يأكل جسده ويشرب دمه. وذكَّر الكاردينال بأن كثيرين من تلاميذ يسوع قد ارتدوا وانقطعوا عن السير معه حسبما يروي لنا إنجيل القديس يوحنا بعد أن تساءل كثيرون كيف يقول إنه نزل من السماء بيننا نعرف أباه وأمه. وواصل نائب عميد الدائرة أن مَن انقطعوا عن السير مع يسوع قد اختاروا حياةً بدونه، اختاروه غيابه بدلا من حضوره في حياتهم. ودعا الكاردينال الحضور بالتالي إلى طرح تساؤلات قال إنها أكثر إيلاما حول رفض يسوع من قِبل التلاميذ، وأضاف فلنتساءل إن كان من الممكن أن نساهم نحن التلاميذ في ابتعاد آخرين عن يسوع، إن كانت تنشئتنا البيبلية وفيما يتعلق بالتعليم المسيحي والليتورجية تجعل هبة يسوع تبرق بشكل أكثر وضوحا، إن كانت احتفالاتنا الإفخارستية تُبرز حضور يسوع أم تُعتمه، وإن كان مَن يتوجهون للمشاركة في القداس الإلهي يُبرزون حضور المسيح من خلال شهادات الحياة وأعمال المحبة والرسالة، وغير ذلك من تساؤلات. وأشار بالتالي إلى أنه قد يكون هناك مَن يرغبون في أن يكونوا في حضور الرب لكنهم يترددون، مثل مَن لا ملجأ لهم، المهاجرين واللاجئين، السكان الأصليين والمسنين وغيرهم من الأشخاص غير المرئيين الذين قد يشعرون بعدم الانتماء. ولكن علينا تفادي الإحباط، قال نائب عميد الدائرة، فيسوع لن يكل عن المجيء إلينا واهبا ذاته حتى وإن كان جريحا.  

ثم كان مرسلو الإفخارستيا محور النقطة الثالثة التي اقترحها الكاردينال تاغل في عظته. وعاد هنا إلى إنجيل القديس يوحنا، وتحديدا إلى سؤال يسوع الاثني عشر بعد أن انقطع آخرون عن السير معه إن كانوا هم أيضا يريدون أن يذهبوا. وأجابه سمعان بطرس: "يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟ ونَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله". وتابع نائب عميد الدائرة أن يسوع يسأل كلا منا السؤال ذاته، إن كان هو أيضا يريد أن يذهب. وتابع الكاردينال تاغل معربا عن الرجاء أن نجيب مثل سمعان بطرس، أي أن نؤكد بقاءنا مع يسوع ورفضنا العيش بعيدا عن حضوره. وواصل: ولكن على هذه ألا تكون مجرد كلمات فارغة، وأضاف أن يسوع لا يفرض ذاته على أحد بل هو يُحدِّث حريتنا الداخلية، وقال الكاردينال إن الإيمان واليقين هما ما نهب نحن ليسوع الذي يهبنا ذاته. وواصل نائب عميد دائرة البشارة أن مَن سيقرر البقاء مع يسوع سيكون مرسَلا من يسوع، وستكون هبة حضوره ومحبته لنا هبتنا نحن للناس، فلا يمكننا أن نحتفظ بيسوع لأنفسنا فقط، بل علينا أن نهب نحن ما نلنا من هبة، أن نتقاسم محبة يسوع الحنونة مع المتألمين والمعانين وأن نقدم العناية الرعوية للضعفاء مثلما كان هو راعيا لنا. وذكَّر نائب عميد الدائرة هنا برجاء البابا فرنسيس أن يحمل المشاركون في المؤتمر الإفخارستي إلى الآخرين ما نالوا هم من خبز السماء.

22 يوليو 2024, 14:10