بحث

الكرسي الرسولي يدعو إلى الدفاع عن الحريات والعدالة الاجتماعية الكرسي الرسولي يدعو إلى الدفاع عن الحريات والعدالة الاجتماعية 

الكرسي الرسولي يدعو إلى الدفاع عن الحريات والعدالة الاجتماعية

شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الدول الأمريكية المطران كروز سيرّانو في دورة استثنائية للمجلس الدائم للمنظمة لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لتبني الشرعة الديمقراطية للدول الأمريكية واليوم الدولي للديمقراطية، وأكد في مداخلة ألقاها للمناسبة أن الأزمة السياسية الراهنة هي من أهم التحديات المطروحة اليوم أمام المنظومة الديمقراطية، أزمة يميزها نمو المعارضة العنيفة لاسيما في المجال الرقمي.

مداخلة سيادته تمحورت إذا حول أهمية الدفاع عن الديمقراطية وتعزيزها، في إطار احترام القيم التي ألهمتها والتي هي ركيزة المجتمعات، وهذه القيم هي صون كرامة كل كائن بشري، واحترام حقوق الإنسان، والعمل لصالح الخير العام كهدف ومعيارٍ منظّمٍ للحياة السياسية. وذكّر بأن هذا هو الالتزام الذي يتوجب على جميع الدول الموقعة على الشرعة المذكورة، لأنه إن لم يوجد توافق وإجماع عام حول هذه القيم، تفقد الديمقراطية معناها ويصبح استقرارها مهدداً.

لم تخلُ مداخلة الدبلوماسي الفاتيكاني من التعبير عن ارتياح الكرسي الرسولي حيال النشاط المكثّف الذي قامت به منظمة الدول الأمريكية من أجل تعزيز الديمقراطية وإرساء أسسها في القارة الأمريكية، وذكّر أيضا بأن البابا فرنسيس سلط الضوء على أهمية الديمقراطية في مناسبات عدة، مشيرا إلى أن الحفاظ على الواقع الديمقراطي حياً يشكل تحدياً كبيراً في الزمن التاريخي الذي نعيشه اليوم.

وتابع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الدول الأمريكية مداخلته مسلطاً الضوء على الأزمة السياسية الراهنة التي هي في طليعة التحديات التي نواجهها اليوم، هذه الأزمة المطبوعة بتفاقم المعارضة والتي غالباً ما تتسم بالعنف في البيئات الرقمية، فضلا عن صعوبة توفير حلول مشتركة ومتقاسمة للمشاكل التي يعاني منها كوكب الأرض. واعتبر المطران سيرانو أن هذه الأزمة تعاني منها الدول الكبيرة والصغيرة على حد سواء، الدول المتقدمة اقتصادياً كما تلك النامية، وتعاني منها أيضا الديمقراطيات القديمة وتلك الحديثة. وأكد أن الديمقراطية ترتكز إلى الاحترام المتبادل، وإتاحة الفرصة للجميع كي يساهموا في خير المجتمع، لافتا في هذا السياق إلى أن تعدد وجهات النظر ليس تهديداً لسلطة الدولة وأمنها، بل على العكس لأن هذا الأمر يؤدي – في إطار الحوار النزيه – إلى إغناء متبادل، ويساعد في إيجاد حلول للمشاكل.

هذا ثم أشار الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن الكرسي الرسولي يشجع البلدان الأعضاء في منظمة الدول الأمريكية على الاستمرار في تعزيز القيم الأساسية في المجتمع والتي وردت في الشرعة، شأن الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وحثّ الجميع في الختام على العمل بالتزام متجدد من أجل خلق ثقافة ديمقراطية، خصوصا حيث تعاني من الضعف. وقال إنه بهذه الطريقة يمكن أن تُحترم الحريات الأساسية، وتُعزز الكرامة البشرية ويُبنى مجتمع أكثر إنسانية وأخوة.  

13 سبتمبر 2024, 11:11