بحث

2024.09.09 Viaggio Apostolico in Papua Nuova Guinea - Incontro con i giovani nel SIr John Guise Stadium

أندريا تورنييلي: المسيحية، قصة وجوه

البابا فرنسيس يتوج حلم معانقة ضواحي الضواحي

"المسيحية، قصة وجوه". هذا هو العنوان الذي اختاره مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أندريا تورنييلي لمقاله الافتتاحي الذي نُشر اليوم الاثنين ٩ أيلول سبتمبر، والذي انطلق فيه بشكل خاص من توجه البابا فرنسيس الأحد في إطار زيارته الرسولية إلى بابوا غينيا الجديدة وعقب لقائه مؤمني أبرشية فانيمو إلى بلدة بارو الصغيرة النائية ليلتقي في مقابلة خاصة في Holy Trinity Humanistic School، وهي مدرسة تابعة لرعية الثالوث المقدس، أربعة من المرسلين من بلده الأرجنتين من رهبانية الكلمة المتجسد والمتواجدة هنا منذ سنة ١٩٩٧، ويقوم الإرساليون الأربعة بنشاطهم وسط الجماعات المنعزلة في الأدغال أيضا.

وبدأ تورنييلي مؤكدا أن المسيحية ليست فلسفة أو فكرة أو كتيب قواعد أخلاقية، بل هي حدث منسوج من دهشة ووجوه. وتابع مدير التحرير أننا قد رأينا دليلا على هذا في فانيمو ثم في بلدة بارو النائية حيث التقى قداسة البابا مجموعة المرسلين. وتوقف تورنييلي عند ما وصفه بدهشة وامتنان على وجوه المرسلين الذين التقاهم الأب الأقدس والذين يمضون حياتهم بفرح معلنين الإنجيل في ضواحي ضواحي العالم. إلا أن الدهشة والامتنان قد رأيناهما أيضا، حسبما واصل مدير التحرير، على وجه البابا فرنسيس والذي ومع قرب بلوغه الثامنة والثمانين من العمر وعلى كرسي متحرك توجه إلى هذا المكان ليتوِّج حلما كان يكبر على مدار عقد من الزمن، الحلم بأن يكون هنا مع هؤلاء المرسلين ويعانقهم بنظرة وبيدَي الأب اليسوعي الذي أصبح الراعي لأناس سعداء ولمن يعتنون بهم.

سلط أندريا تورنييلي بعد ذلك الضوء على بعض تفاصيل لقاء البابا فرنسيس المرسلين في بلدة بارو، ثم أشار إلى متابعة الأب الأقدس منذ فترة لنشاط هؤلاء المرسلين الذين يشهدون لمحبة الله غير المشروطة وسط شعب هذا المكان، وأضاف أن البابا كان دائما في تواصل معهم وخاصة مع الأب مارتين الشاب الذي بدا عاجزا عن إيجاد كلمات لشكر الصديق، أي البابا، كتب تورنييلي، على مجيئه إلى هذا المكان ولو لساعات قليلة كي يرى بعينيه كنيسة ناهضة وما أمامها من تحديات كثيرة تُعاش بفرح.  

ثم توقف المقال الافتتاحي لمدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية عند المشاكل التي يواجهها سكان فانيمو وبارو، ومن بينها عدم توفر المياه والكهرباء وشح الأدوية، هذا إلى جانب القبلية واستغلال الموارد المعدنية والخشبية الهائلة في هذه المنطقة من قِبل شركات متعددة الجنسيات. ثم تحدث أندريا تورنييلي عن بعض ما يقوم به الآباء المرسلون هنا فأشار مثلا إلى تأسيسهم أوركسترا للوتريات يتألف من أطفال وفتية. ولفت الأنظار هنا إلى أن الصناديق الممتلئة بالهدايا التي حملها الأب الأقدس معه إلى هذا المكان كانت تحتوي أيضا آلات كمان وتشيلو، وقد استمع البابا فرنسيس بفرح كما الأطفال، كتب تورنييلي، إلى بعض المعزوفات الموسيقية.

وواصل مدير التحرير أن ما رأيناه أمس يعود بنا بالضرورة إلى ما وصفه بمعجزة الـ reducciones وهي قرى السكان الأصليين التي ينظمها اليسوعيون في باراغواي. وتابع تورنييلي متحدثا بالتالي عن براعم صغيرة للإنجيل تَبرز وسط ثقافات قديمة تنشر الحنان والقرب والشفقة والمحبة المجانية إزاء الأخيرين والمنسيين. وتوقف في ختام مقاله عند حياة تُقدَّم انطلاقا من المحبة وعند فرح على وجوه أشخاص مسنين والكثير من الأطفال المبتسمين، فرح اعتلى وجوها شكلتها الشمس وأيضا جهد مرسلين استقبلوا اليوم صديقهم أسقف روما. هناك أيضا ذلك الفرح على وجه البابا فرنسيس الذي صعد مجددا إلى الطائرة ليغادر وإن كان يريد البقاء هنا، ختم مدير التحرير.   

09 سبتمبر 2024, 11:52